المغرب ضد النيجر … مباراة لاستخلاص العبر

المصطفى الوداي
عاش الجمهور المغربي على أعصابه وهو يتابع لقاء المنتخب المغربي ضد نظيره منتخب النيجر الذي أجري على أرضية الملعب الشرفي بوجدة مساء يوم الجمعة 21 مارس الجاري بسبب الأذاء المتواضع للاعبي المنتخب.
فقبل إجراء المباراة كانت النتيجة تبدو محسومة لصالح المنتخب والسؤال بقي مطروحا حول الحصة التي سيتفوق بها المنتخب الوطني.
لكن أطوار المباراة كانت عكس التوقعات ، نظرا للمستوى الذي ظهر به منتخب النيجر و فاجئ المتابعين بتماسك خطوطه و فرض أسلوبا أربك به لاعبي المنتخب المغربي اللذين عانوا من الضغط وإغلاق المنافذ
ولم يتمكن المنتخب من حسم اللقاء الا في الوقت بدل الضائع لينتهي اللقاء بتقدم المنتخب المغربي ب 2-1 بعدما كان منهزما أمام منتخب يحتل المرتبة 125 في تصنيف الفيفا،
منتخب النيجر تقدم منذ الدقيقة 47 بواسطة يوسف أومرو
قبل ان يعدل اللاعب الصيباري النتيجة في الدقيقة 57، ثم أضاف اللاعب الخنوس الهدف الثاني في الوقت البدل الضائع
انتصار كان مهما ولكن غير مقنع
فنتيجة الفوز لا يجب ان تحجب عنا معاناة المنتخب المغربي المصنف 14 في تصنيف الفيفا ويضم مجموعة من المحترفين اللذين يلعبون في اندية ودوريات أوربية قوية، أمام منتخب متواضع مصنف في الرتبة 125
لكنه ظهر كمنتخب منظم يدافع بطريقة جيدة ويعتمد على الحملات المضادة التي لم يتم استغلالها بشكل جيد
منتخب النيجر بقيادة المدرب بادو الزاكي قدم لقاء جيدا وخلق متاعب للمنتخب المغربي وكشف عن بعض عيوب المنتخب وعن عدم توفر الناخب الوطني وليد الركراكي على حل لفك الخطط الدفاعية للمنتخبات الإفريقية التي ترجع الى الخلف وتعتمد على ما يسمى بالفرنسية bloc bas
والإعتماد على مباغثة الخصم من خلال الهجمات المضادة وهو نفس النهج الذي اعتمده وليد الركراكي في مونديال قطر 2022
مباراة النيجر كشفت عن مشكل وسط دفاع المنتخب حيث لازال وليد لم يستقر رأيه على لاعب يشكل ثنائية مع نايف أكرد كما كان الحال مع رومان سايس
فعلى بعد أشهر معدودة من نهائيات كأس افريقيا لازال الناخب الوطني يخضع عدد من اللاعبين للتجربة وآخرهم اللاعب جواد الياميق الذي غاب عن المنتخب منذ مونديال قطر لتتم المناداة عليه ويقحم كلاعب رسمي ضد منتخب النيجر
المباراة أيضا أظهرت صعوبة إيجاد بدائل لركائز المنتخب في وسط الميدان والتي كان عطاءها دون المتوسط وأخص بالذكر سفيان أمرابط وعز الدين أوناحي وابراهيم دياز الذي لم يقدم ماكان منتظرا منه، باستثناء التمريرة التي جاء منها الهدف.
سفيان الرحيمي ظهر بمستوى باهت مما أثر سلبا على خط الهجوم
ما يحسب لوليد الركراكي في هذه المباراة هي التغييرات التي كانت ناجعة وغيرت نتيجة المباراة بواسطة البديلين اسماعيل الصيباري وبلال الخنوس
عودة المنتخب المغربي في النتيجة ساعده عليها التغييرات الإضطرارية لمنتخب النيجر، تراجع في اللياقة البدنية وقلة التجربة
أما المدرب بادو الزاكي أظهر مرة أخرى أنه مدرب كبير وبعقلية احترافية، غلب المنطق على العاطفة وأحرج المنتخب المغربي بل كاد يحدث مفاجئة مدوية، ويخلط أوراق وليد الركراكي
على العموم مباراة النيجر مباراة لاستخلاص الدروس
وليد مطالب بإيجاد المفاتيح لتجاوز الدفاعات المتكتلة للمنتخبات المتواضعة
العودة في النتيجة أمر مهم ولكن، ليس بالسهل مع المنتخبات الإفريقية القوية كمصر، تونس، الجزائر، الكوت ديفوار……
تكوين منتخب قوي يعتمد على المجموعة وليس على كثرة النجوم
عمق الدفاع في غياب ثنائية مستقرة يشكل عدم الإطمئنان على دفاع المنتخب الذي شكل قوته الضاربة
سفيان الرحيمي لم يقدم شيئا يذكر و انعكس عليه سلبا المستوى المتدني لنادي العين الإماراتي هذا الموسم
نايف اكرد صمام أمان الدفاع المغربي
المزراوي قدم أداء كبيرا
على العموم مباراة النيجر ادخلت الشكوك من جديد حول امكانية فوز المنتخب الوطني بكأس افريقيا المنظمة بالمغرب 2026/2025