علاقة الصحافي والمراسل بكثرة المكروفونات والمطالبة بإطار قانوني

المصطفى الوداي
كثر الحديث هذه الأيام عن تسوية وضعية الصحفيين ومنحهم البطاقة المهنية، ووضع إطار قانوني للمراسل الصحافي، ورد الإعتبار إليه كعنصر أساسي في نقل الخبر، والتواجد الدائم في قلب الحدث
ويبقى مشكل الصحافة عامة و الألكترونية خاصة يشكل مادة دسمة في أوساط السلطة الرابعة التي بدأت تفقد سلطتها وهيبتها لأن باب ولوج الصحافة أصبح مفتوحا على مصراعيه، يلجه كل من هب ودب والشرط الأساسي الذي يجب التوفر عليه هو : اعتماد ربما من موقع إلكتروني غالبا لا يتوفر على الملائمة، وهاتف نقال لنقل المباشر، ومكروفون Bonnette
وياليث اكتفى الصحافي ( مع تحفظ) أو المراسل بمكرفون لأننا اصبحنا نلاحظ حين إلتقاط التصريحات أو في الندوات عدد المكروفونات يفوق عدد الصحافيين، منطقيا يجب ان يكون عدد المكروفونات في أحسن الحالات يوازي عدد الصحافيين والمراسلين، لكن مع الأسف بعض ممثلي المنابر الإعلامية لا يمكنك تحديد إنتماءهم ، وتمثليتهم للمواقع الإلكترونية ، لتوفرهم على الأقل على مكروفونين
2 bonnettes) أو أكثر
فمن يتحمل مسؤولية هذا السلوك غير الاحترافي وأسلوب من أساليب الإسترزاق؟
المسؤولية تبقى ملقاة على عاتق المنابر والمواقع التي توزع Les Bonnettes يمينا وشمالا همهم الوحيد والأساسي، تسجيل الحضور، والحصول على أكبر نسبة من التغطية الإعلامية.
نصيب من المسؤولية يتحملها أيضا المراسل و الصحفي المهني (مع التحفظ) الذي يبحث عن توصيل الأخبار لمن يجزل له العطاء
ويمكن إلتماس العذر لبعض المراسلين الصحافيين نظرا للظروف السوسيو اقتصادية والمستوى الثقافي وغياب او انعدام التكوين، لكن بالنسبة للصحافي المهني فحمل عدد من المكروفونات مرة واحدة يعتبر خطأ مهنيا جسيما يتنافى مع الإحترافية والإنتماء، وغياب الحياد والموضوعية في توصيل الخبر سواء مسموعا او مرئيا او مكتوبا او صياغة موضوع بدقة وحبكة مهنية
الصحافة ليست كثرة المكروفونات ، الصحافة هي الجرأة في طرح الأسئلة، والبحث عن الخبر وقراءته وفهم مغزاه
وتحليله، ومحاورة المتحاور واستفزازه بالمعنى الإيجابي للوصول الى المعطيات، وليس وضع البونيت أمام الضيف دون توجيه أي سؤال له، ليتحدث عما يريد
الصحافة تتطلب قراءة نقدية، وكتابة تحليلية، وإتقان فن الخطابة و طريقة التواصل، والإلمام بعدد من المواضيع، والتمتع بثقافة عامة ، وتتبع الأحداث المحلية، الوطنية والدولية، وأن يفرق بين نقل الخبر، وكتابة تحليلية، ومقال رأي.
وعطفا على ما سبق الصحافي المتميز هوخريج معاهد الصحافة او الجامعات، والمدارس العليا حتى يمتلك ملكات الكتابة وطريقة الإستجواب ، وأسلوب التواصل، والكتابة والصياغة، والتحليل والنقد
الصحافة هي توزيع الأدوار بين طاقم متكامل وليس شخص منفرد يحمل هاتفا نقالا وبونيت و يلهث وراء نقل المباشرات وبدون خلفية صحفية
العمل الصحافي المهني هو العمل مع فريق متكامل يفرق بين عمل المحرر والمصور والتقني ،فغير ذلك نعيش العبث في العمل الصحافي
فالوضع الحالي يفرض تنقية القطاع وإعادة الإعتبار والهبة للصحافة والإعلام
لذاك يتوجب على كل من يطالب بالحقوق أن يعرف ما عليه من واجبات وأن يحترم مبادئ العمل الصحفي المهني لتغطية أنشطة سياسية، اقتصادية ثقافية، رياضية،…… لها وقعها في المجتمع واختيار المستجوب، بدقة وعناية حتى نتجنب مهزلة زلزال الحوز، والاستهزاء والنقد اللاذع من طرف صحفي مهني فرنسي حول طبيعة الشخص الذي أحاطت به صحافة العبث وأشباه الصحفيين
القطاع الصحفي يستغيث لأنه تحول الى قطاع لكتابة مقالات دون ضوابط والإلتزام بقواعد سبويه، ولغة موليير وتصوير فيديوهات أقل ما يقال عنها تفتقر للتقنية المهنية، و أشباه صحفيين بكماء عاجزين عن تركيب جملة مفيدة ولطرح سؤال في الصميم
انقدوا القطاع من السيبة والعبث والفوضى بوضع معايير دقيقة لمنح الإعتمادات الى المراسلين، والبطائق المهنية.