حراس الأمن الخاص بالمدارس في إنزكان… رمضان والعيد مرا و”الجيوب خاوية”

مكتب أكادير/ هشام الزيات
في مشهد يعكس معاناة فئة مهمشة من أبناء هذا الوطن، يعيش حراس الأمن الخاص العاملون بالمؤسسات التعليمية التابعة لنيابة إنزكان آيت ملول وضعاً اجتماعياً بالغ الصعوبة، بعد تأخر صرف أجورهم لأزيد من أربعة أشهر، منذ دجنبر 2024، ومع مرور شهر رمضان وعيد الفطر، ازدادت محنتهم، واشتدت معاناة أسرهم في ظل متطلبات الحياة اليومية التي لا ترحم .
عبر أحد الحراس المتضررين عن حجم الألم الذي يشعر به رفقة زملائه قائلاً: “حتى حنا بشر، عندنا وليدات وبغينا نفرحوهم في العيد”، مضيفاً أنهم يؤدون مهامهم بكل تفانٍ، ويساهمون يومياً في ضمان أمن وسلامة التلاميذ ومحيط المؤسسات، ومع ذلك يُحرمون من أبسط حقوقهم، وهو أجرهم الشهري الذي يُعد شريان حياتهم الوحيد .
ويطرح هؤلاء الحراس تساؤلات مؤلمة، بنبرة يغلب عليها الأسى والحيرة: “واش ماعندناش الحق نفرحو ولادنا في رمضان ولا في العيد؟ شكون يرضى يخدم أربع أشهور بلا خلصة؟” .
ورغم هذه الظروف القاسية، يواصل الحراس أداء واجبهم اليومي بانضباط ومسؤولية تحسب لهم، وسط صمت مريب من الجهات المعنية، دون أي توضيح رسمي حول أسباب هذا التأخير المزمن .
ويطرح هذا الوضع علامات استفهام كثيرة حول الجهة المسؤولة عن هذا التماطل: هل هي الشركة المتعاقدة؟ أم الإدارة التربوية؟ أم هناك خلل على مستوى الجهات الوصية؟ أياً كانت الأسباب، تظل النتيجة واحدة: أسر تعاني، وأطفال حُرموا من بهجة العيد، وكرامة تنتهك بصمت .
ويطالب الحراس المتضررون بتدخل عاجل من الجهات المعنية، محلياً وجهوياً ووطنياً، من أجل تمكينهم من مستحقاتهم المالية المتأخرة، وضمان ظروف عمل تحفظ كرامتهم، وتعيد لهم الشعور بالأمان والاستقرار .
وإلى أن يتحقق ذلك، تبقى هذه الفئة مثالاً لصبر الفئات الكادحة في المغرب، التي تواصل العطاء رغم الجراح، وتؤدي واجبها في صمت، دون أن تنال ما تستحقه في الوقت المناسب .