مدينة وادي زم…. مدينة الثورة و الشهداء…
بقلم الدكتورة زهرة عز
في الـ 20 من شهرغشت سنة 1955 انتفضت مدينة وادي زم عن بكرة أبيها . بما فيها قبائل السماعلة وبني خيران وبني سمير ضد المحتل الفرنسي، مطالبين برحيله وعودة الملك محمد الخامس من منفاه، وادي زم المدينة الصغيرة التي أنشأ بها المحتل ثكنة عسكرية نظراً لموقعها الاستراتيجي بهضبة ورديغة ، وحتى يستطيع التوغل بجبال الأطلس والقضاء على المقاومة، وسماها فرنسا الصغرى وأقام بها بحيرة على شكل خريطة فرنسا ، مازالت موجودة ليومنا هذا، وادي زم المجاهدة أثارت دهشة العالم بمقاومتها البطولية، ولقنت المحتل الفرنسي درساً لا ينسى في الوطنية والمقاومة.
أحداث بطولية سجلها التاريخ بحروف من ذهب، ثورة أرعبت المحتل وقلبت كل الموازين والحسابات وأرغمت الحكومة الفرنسية على تغيير موقفها، انتفاضة كبدت الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والعتاد فاقت خسائره بمناطق متفرقة بالبلاد، وادي زم قدمت المئات من أبناءها وبناتها فداء للوطن والحريّة، سقطت عائشة بنت علال كاول شهيدة بوادي زم وأعدم البطلين ابن دَاوُدَ الغزلاني السميري ومحمد بن عيادة السمعلي في نفس اليوم، بعدما أصرّ كلاهما على عدم الهروب والاختباء ، وظلا بالمعركة في مواجهة الرشاشات ومئات الجنود ، إلى أن ألقي القبض عليهما وأعدما رميا بالرصاص ميدانياً دون محاكمة.
بعد أشهر من انتفاضة وادي زم ، احتفل المغرب بعودة ملكه محمد الخامس وباستقلال أراضيه، وغداة استقلال المغرب سنة 1956 لقّبت وادي زم بمدينة الثورة والشهداء.
جاء بجريدة لوموند بتاريخ 23 غشت 1955:
“إن مذبحة وادي زم تسمح لنا بان نكون على اطلاع وإدراك تام بخطورة الوضع في شمال إفريقيا ، وذلك بشكل يفوق ما توضحه لنا عشرات الاجتماعات والمؤتمرات. هذا الحدث المروع يؤكد لنا مدى العنف والهمجية التي تطبع ذلك الصراع العنيف، والآن يمكننا إدراك جسامة العمل الذي يجب القيام به لضمان سلام دائم في أوربا، والمعارك التي دارت بوادي زم تعتبر بحق معارك طاحنة ، يقوم بها ثوار ذووا عزم شديد ومصممين بكل إرادتهم لتحرير وطنهم، وإسترجاع سيادته وكرامته، وتعتبر هذه المعركة الأكثر خطورة بإفريقيا الشمالية من حيث الشكل والجوهر”
بتاريخ 24 غشت 1955 جاء في صحيفة الفيكارو:
“أجمعت الصحافة الدولية بان معارك وادي زم وضواحيها، تعتبر معارك طاحنة ، لا يمكن إيقافها إلا بشرط لا بديل له هو الاستقلال”
لقد كان لانتفاضة وادي زم مدينة الشهداء دور كبير وتاريخي في استقلال المغرب، لكم يا أبناء وادي زم أن تفخروا بمدينتكم المجاهدة وبهذه الذكرى.