عاجل: “الشقى حتى هو خدمة”.. شعار فاتح ماي لإعادة الاعتبار للعمل المنزلي وتكريس المساواة في المطبخ

مكتب أكادير / هشام الزيات
في عيد الشغل، حيث تتعالى الأصوات دفاعًا عن حقوق العمال والاعتراف بجهودهم، حملت بعض النساء والرجال صباح اليوم الخميس فاتح ماي الجاري لافتات مختلفة عن المعتاد، تحمل عبارة: “الشقا حتى هو خدمة”، لم يكن الشعار مجرد كلمات، بل صرخة تعبّر عن مطالب طال انتظارها: الاعتراف بالعمل المنزلي كجهد حقيقي يستحق التقدير، ومناصرة المساواة بين المرأة والرجل داخل جدران البيت، خاصة في المطبخ .
وفي ظل النمط المجتمعي السائد، لا يزال العمل المنزلي يُنظر إليه كمهمة “طبيعية” على عاتق النساء، وليس كجهد يُقدّر أو يُعوّض، تطبخ، تنظف، ترتب، تربي، ولا أحد يسأل: من يُقيّم هذا الشقاء؟ من يعترف به كخدمة حقيقية؟ لهذا، كان شعار “الشقا حتى هو خدمة” بمثابة تذكير صريح بأن ما تقوم به النساء يوميًا في منازلهن هو عمل لا يقل أهمية عن أي وظيفة في سوق الشغل .
خرجت أصوات نسائية صباح اليوم تطالب بالمساواة، ليس فقط بالتقدير، بل أيضًا بالتوزيع العادل للمهام المنزلية، خاصة المطبخ الذي طالما تم احتكاره كمسؤولية أنثوية، لم يعد المطبخ مكانًا “نسائيًا” فقط، بل أصبح رمزًا جديدًا للمشاركة والتكافؤ، حيث يمدّ الرجل يده ليعد وجبة، أو يغسل صحونًا، لا منّة، بل شراكة .
وما يبعث على الأمل أن العديد من الرجال انضموا إلى هذه المبادرة، حاملين نفس الشعار، ومعلنين أن الرجولة الحقة لا تُقاس بالابتعاد عن المقلاة، بل بالمسؤولية المشتركة داخل البيت وخارجه .
إن الإعتراف بالعمل المنزلي كخدمة حقيقية، والمطالبة بالمساواة داخل المطبخ، ليست معركة نسوية فحسب، بل هي معركة إنسانية تضمن كرامة الجميع، وترسي قواعد العدالة داخل الأسرة، اللبنة الأولى في بناء مجتمع متوازن .
وفي فاتح ماي هذا العام، كان “الشقا” هو البطل الحقيقي، والعمل المنزلي هو القضية التي وجدت لها أخيرًا صوتًا…