أخبارمجتمع

اكتشاف مؤلم ومبشّر لرضيع في “لفافة الأمل” يشعل سؤال الطفولة المهملة بشارع الجيش الملكي بمدينة إنزكان

مكتب أكادير

في لحظة شديدة التناقض بين قسوة الفعل ورهافة الحياة، اكتشف مارة بشارع الجيش الملكي بمدينة إنزكان، زوال اليوم الأربعاء 7 ماي الجاري، مشهدًا يصعب نسيانه: رضيع حديث الولادة، لا تزال أنفاسه دافئة، وُضع بعناية مؤلمة أمام مصحة خاصة، ملفوفًا في غطاء خفيف، وكأن من تركه هناك أراد له الحياة، لكنه عجز عن منحه الحماية .

وفي مشهد امتزج فيه الألم بالأمل، وسط ذهول المارة وارتباك اللحظة، تحرّكت عناصر الأمن بسرعة إلى عين المكان فور الإبلاغ، وفتحت تحقيقًا موسعًا لفك خيوط هذه الواقعة التي تجمع بين الحزن والرجاء، وقد نُقل الرضيع إلى مركز صحي لتلقي العناية الفورية، حيث يخضع لفحوصات دقيقة، بينما يظل السؤال الأكبر معلّقًا: من تخلى عنه، ولماذا…؟

القصة تتجاوز مجرد حادث عرضي؛ إنها جرح في نسيج اجتماعي لا يزال عاجزًا عن احتضان جميع أطفاله. حادثة إنزكان أعادت إلى الواجهة ظاهرة التخلي عن الأطفال حديثي الولادة، لتفتح مجددًا ملفات الأسئلة الصعبة: ما الذي يدفع أمًّا أو أسرة إلى التخلي عن فلذة كبدها؟ أهو الفقر؟ أم الخوف؟ أم الوصمة الاجتماعية؟ أم خلل أعمق في منظومة الرعاية والدعم…؟

وفي خلفية هذا المشهد، يلوح القانون المغربي الذي يجرّم مثل هذه الأفعال بعقوبات صارمة، لكنه يبدو غير كافٍ لردع تكرارها. ما يدعو، أكثر من أي وقت مضى، إلى إعادة النظر في السياسات الاجتماعية، وتعزيز آليات المواكبة والدعم النفسي والاجتماعي للأمهات العازبات والنساء في وضعية هشاشة .

هذا الرضيع، الذي بدأت رحلته من رصيف مجهول، قد يكون اليوم رمزًا لأمل جديد، يذكّرنا بأن كل طفل، حتى لو وُلد في الظل، يستحق فرصة للضوء، ومع تقدم التحقيق، يترقب الشارع المحلي، ومعه الرأي العام، نتائج قد تُعيد تشكيل الحكاية من مجرد “اكتشاف مؤلم” إلى بداية نقاش حقيقي حول طفولة لا ينبغي أن تُترك في العراء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock