تملالت بين حلم مؤجل وواقع مرير: إلى متى تستمر معاناة السكان؟

مكتب العطاوية
تقع مدينة تملالت في موقع استراتيجي على الطريق الوطنية رقم 8، الرابطة بين مراكش وأزيلال، كما تمر بها طرق سياحية حيوية يقصدها الآلاف من الزوار المتجهين نحو شلالات أوزود، أو القادمين من مراكش نحو العطاوية، أزيلال وبني ملال. عين اسردون. هذا الموقع جعل من تملالت نقطة عبور مهمة، يفترض أن تستفيد من مشاريع بنية تحتية تواكب مكانتها الجغرافية والسياحية.
غير أن الواقع يُخيّب الآمال. فعلى الرغم من انطلاق أشغال مشروع بنية تحتية كان يُنتظر منه أن يُحسّن ظروف العيش ويرتقي بجمالية المدينة، فإن الأشغال توقفت فجأة، تاركة خلفها أوراشًا مهجورة ومعدات مركونة، وسط استغراب الساكنة وامتعاضهم.
ما كان من المفترض أن يشكّل خطوة نحو تحسين جودة الحياة، بات اليوم مصدر قلق واستياء، خصوصًا في ظل الأضرار البيئية والصحية الناتجة عن هذا التوقف، وعرقلة واضحة للتنمية المحلية.
الساكنة، التي لم تتلق أي توضيحات رسمية حول أسباب التوقف أو موعد استئناف الأشغال، باتت تعيش على وقع الترقب والقلق. فالصمت الرسمي المطبق لا يزيد الوضع إلا غموضًا، ويؤجج مشاعر الإحباط.
ويرى متابعون أن ما تعيشه تملالت لا يخرج عن نطاق أزمة أعمق، تعاني منها مشاريع تنموية كثيرة في البلاد، نتيجة غياب الحكامة، وضعف المتابعة، وسوء تدبير الموارد. وهو ما ينعكس مباشرة على ثقة المواطن في المؤسسات.
ورغم كل شيء، يبقى الأمل قائماً في تدخل عاجل وفعّال من السلطات الوصية، لإعادة إطلاق المشروع المتعثر، وإنقاذ ما تبقى من ثقة السكان في جهود التنمية.
فإنهاء هذا الورش لا يُعد ترفًا ولا امتيازًا، بل حق مشروع طال انتظاره. سكان تملالت لا يطالبون إلا بأساسيات العيش الكريم: بيئة نظيفة، طرق صالحة، وخدمات تليق بموقع المدينة ودورها.
ويبقى السؤال قائمًا: هل ستخرج تملالت من هذا النفق المسدود؟ أم ستُضاف إلى لائحة المدن التي دفنت أحلامها تحت أنقاض مشاريع لم تكتمل؟ الجواب، كما يردده السكان، يجب أن يُكتب على أرض الواقع، لا في تقارير موسمية ولا بلاغات رسمية..