
هيئة التحرير
قال الضابط السابق في الجيش الجزائري والمعارض السياسي أنور مالك إن الجزائر أنفقت نحو 500 مليار دولار خلال العقود الماضية في محاولات لتعطيل مسار التنمية في المغرب، واصفا ذلك بأنه “نزيف اقتصادي أفقد الشعب الجزائري ثرواته وكرامته بسبب ملف الصحراء”.
جاءت تصريحات مالك خلال مشاركته في ندوة أقيمت بمدينة العيون، ضمن فعاليات منتدى “العيون عاصمة المجتمع المدني المغربي”، حيث انتقد بشدة السياسات الرسمية التي تنتهجها الجزائر تجاه قضية الصحراء المغربية.
وأشار مالك إلى أنه نشأ، كحال معظم الجزائريين، على رواية رسمية تصور الصحراء بشكل يتناقض مع الواقع.
وقال إنه زار الأقاليم الجنوبية المغربية عدة مرات ووقف بنفسه على مؤشرات الأمن والاستقرار والتنمية التي تشهدها هذه المناطق، مضيفا أن سكان الصحراء يعبرون عن تمسكهم بالوحدة الترابية للمملكة وهويتهم المغربية.
وأكد المعارض الجزائري أن أبناء مخيمات تندوف يعيشون أوضاعا مأساوية منذ أكثر من نصف قرن، موضحا أنه عاين تلك الظروف الصعبة عندما كان ضابطا مكلفا بمهام ميدانية هناك.
وفي سياق حديثه، كشف مالك عن لقاء جمعه بجنرال جزائري سابق في باريس، قال فيه صراحة: “لسنا معنيين بمصلحة الدولة، بل هدفنا هو عرقلة المغرب”، مضيفا أن أكثر من 500 مليار دولار تم توجيهها لقضية الصحراء لكنها “ذهبت في الفساد ونهب المال العام”.
وانتقد مالك رفض النظام الجزائري لأي مسعى لتطوير تنافسي مع المغرب، معتبرا أن السياسات العدائية الحالية أساءت لسمعة الجزائر دوليا، ووضعتها في خانة الدول الداعمة للانفصال وعدم الاستقرار.
وأضاف أن الشعب الجزائري يدفع الثمن، مشيرا إلى أن المواطنين لا يؤمنون بالسردية الرسمية حول الصحراء، لكنهم “مقهورون تحت نظام استبدادي”، حسب وصفه. وذكّر بضحايا “العشرية السوداء” التي شهدت سقوط نحو ربع مليون قتيل.
وختم مداخلته بالتعبير عن أمله في نهاية قريبة لهذه الأزمة، داعيا إلى مستقبل منفتح على المصالحة الإقليمية، وأن تكون مدينة العيون بوابة للوحدة في شمال إفريقيا.