هيئة التحرير
في زيارة رسمية تعكس متانة العلاقات الثنائية، أعلن رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكيني موساليا مودافادي دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها المملكة المغربية كحل واقعي وذي مصداقية للنزاع في الصحراء الغربية، مؤكداً أن كينيا تعتبرها الأساس الوحيد لتسوية هذا الملف المزمن. وجاء ذلك في بيان مشترك عقب مباحثات رسمية أجراها المسؤول الكيني مع وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة بالعاصمة الرباط.
وشهدت الزيارة حدثاً دبلوماسياً مهماً، تمثل في افتتاح أول سفارة كينية في المغرب، وذلك بمناسبة مرور ستين سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
تعزيز التعاون الاقتصادي بين الرباط ونيروبي
لم يقتصر اللقاء على الجوانب السياسية، بل شكّل مناسبة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، خصوصاً في مجالات الزراعة، الطاقات المتجددة، الأمن الغذائي، السياحة والصيد البحري.
واتفق الجانبان على تسريع وتيرة التعاون في قطاع الأسمدة، حيث تعهّد المغرب، من خلال مجموعة المكتب الشريف للفوسفات، بتكثيف صادراته نحو كينيا. كما تم بحث مشروع مشترك لإنشاء مصنع محلي لإنتاج الأسمدة في كينيا بهدف دعم الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي.
من جانبها، عبّرت كينيا عن رغبتها في توسيع صادراتها نحو السوق المغربية، خاصة المنتجات الزراعية كالشاي والقهوة والزهور.
لقاءات رفيعة المستوى
على هامش الزيارة، التقى الوزير الأول الكيني بعدد من المسؤولين المغاربة، من بينهم رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، حيث تم التأكيد على أهمية تقوية التعاون جنوب-جنوب، والاستثمار في قطاعات استراتيجية تخدم مصالح البلدين.
وأعرب المسؤول الكيني عن دعم بلاده لمبادرة المغرب الرامية إلى ربط الدول الإفريقية غير الساحلية في منطقة الساحل بالموانئ المغربية الأطلسية، بما يعزز من التكامل الاقتصادي الإقليمي ويمنح هذه البلدان منفذاً مباشراً نحو الأسواق العالمية.
وتندرج هذه الزيارة في إطار دينامية دبلوماسية إفريقية متنامية تدعم الطرح المغربي بشأن الصحراء، وتعزز الحضور الاقتصادي والسياسي للمغرب في القارة.
