أخبار

هروب غامض من ميناء أكادير: مركب سردين مغربي يصل جزر الكناري وعلى متنه 14 شخصًا

 

في واقعة غير مسبوقة تهز قطاع الصيد الساحلي بالمغرب، وصل يوم أول أمس الثلاثاء 17 يونيو الجاري، مركب مغربي مخصص لصيد السردين إلى ميناء “لوس مارموليس” بجزيرة لانزاروتي في أرخبيل الكناري الإسباني، قادمًا من ميناء أكادير، وعلى متنه 14 شخصًا يحملون الجنسية المغربية، في ظروف وصفت بـ”الغامضة” والمثيرة للشكوك .

الواقعة، التي وصفتها الصحافة المحلية بـ”الهروب العجيب”، استنفرت سلطات الميناء الإسباني، التي فوجئت برسو المركب دون سابق إشعار، لا سيما وأن المركب كان قد اختفى منذ أيام عن أجهزة التتبع البحري، قبل أن يظهر فجأة على شواطئ لانزاروتي، ما أثار تساؤلات حادة حول مدى نجاعة منظومة المراقبة البحرية في الموانئ المغربية .

وحسب معطيات أولية تداولتها وسائل إعلام الكناري، فإن المركب لم يكن في رحلة صيد عادية، بل يشتبه في أن أربعة من أفراد الطاقم – ضمنهم ميكانيكي وثلاثة عناصر من طاقم الحراسة – قد خططوا سلفًا للاستيلاء عليه، قبل أن يلتحق بهم تسعة مغاربة آخرين خلال الرحلة، في سيناريو أقرب إلى فيلم هوليودي، لكن بدوافع واقعية ترتبط غالبًا بالهجرة غير النظامية .

وما زاد من تعقيد الحادث، أن السلطات الإسبانية أكدت أن المركب كان يحمل عددًا من الأشخاص يفوق طاقته الاستيعابية، بل تم العثور على بعضهم في غرف ضيقة مخصصة لأغراض تقنية، مما رجّح فرضية تهريب البشر تحت غطاء نشاط بحري مشروع، كما رجّحت تقارير أمنية أن يكون من بين الركاب قاصر، وهو ما استدعى تفعيل إجراءات حماية خاصة من طرف الأجهزة الإسبانية المختصة .

فور نزولهم من المركب، سارع الركاب الأربعة عشر إلى طلب اللجوء السياسي، ما فتح الباب على مصراعيه أمام تحقيقات معمقة تنظر فيما إذا كانت العملية منظمة مسبقًا ضمن شبكة تهريب، أم أنها مجرد محاولة فردية للهجرة تمّت باستغلال مرفق مهني .

وتعيد هذه الواقعة إلى الواجهة تساؤلات حارقة بشأن فعالية الرقابة على المراكب في الموانئ المغربية، خاصة أن المركب غادر ميناء أكادير دون أن يتم رصده أو اعتراضه، ولم يُكشف بعد كيف تمكّن من تعطيل أو تجاوز أجهزة التتبع البحري، وهو ما اعتبره مراقبون تقصيرًا خطيرًا قد يستغله آخرون في عمليات مشابهة .

ويُرتقب أن تواصل السلطات الإسبانية تحقيقاتها بالتنسيق مع نظيرتها المغربية، في محاولة لكشف خيوط هذا الهروب الغامض، الذي يسلّط الضوء مجددًا على تصاعد ظاهرة الهجرة غير النظامية، وما يرافقها من أساليب جديدة قد تمزج بين الحيلة والمخاطرة، وسط أوضاع اجتماعية واقتصادية تزداد تعقيدًا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock