مشروع سوق الجملة الجديد بإنزكان أيت ملول: رهان تنموي نحو اقتصاد عصري ومستدام

مكتب أكادير / هشام الزيات
في خطوة نوعية تعكس رؤية تنموية متكاملة، ترأس السيد “إسماعيل أبو الحقوق” عامل إقليم إنزكان أيت ملول، يوم أمس الخميس 19 يونيو الجاري، اجتماعًا رفيع المستوى خصص لمناقشة مشروع إحداث سوق الجملة من الجيل الجديد للخضر والفواكه بجماعة القليعة، وذلك بحضور عدد من المسؤولين المحليين والمنتخبين وممثلي المؤسسات الشريكة .
وقد عرف اللقاء تقديم عرض مفصل حول الدراسات المالية للمشروع، الذي يندرج ضمن استراتيجية وطنية تهدف إلى تحديث البنيات التحتية التجارية وتعزيز سلاسل التسويق الفلاحي، في أفق تحويل جهة سوس ماسة إلى قطب فلاحي وتجاري متكامل يخدم التنمية المحلية والجهوية .
ويمتد هذا المشروع الاستراتيجي على مساحة تقدر بـ50 هكتارًا، سيتم تنفيذها على مرحلتين، في موقع استراتيجي قريب من المحطة اللوجستيكية والحي الصناعي بالقليعة، مما يعزز من تكامل مكونات النسيج الإقتصادي بالإقليم، وتبلغ الكلفة الإجمالية للمشروع حوالي 400 مليون درهم، تمثل استثمارًا ضخمًا يعكس أهمية المشروع في رؤية الدولة لتحديث القنوات التجارية .
وتم تصميم هذا السوق وفقًا لأعلى المعايير الحديثة، حيث يرتكز على مبادئ الشفافية، تقنين سلاسل التوزيع، تقليص الوساطة، واعتماد الرقمنة كآلية أساسية في تدبير العمليات التجارية، ويُنتظر أن يسهم في تخفيض كلفة البيع وتحسين شروط التسويق من خلال منصات بيع إلكترونية تسهّل عمليات البيع والشراء بشكل منظم وواضح .
كما ستُجهز البنية التحتية للسوق بقاعات تبريد متطورة، ومواقف سيارات واسعة، ومرافق إدارية عصرية، تضمن شروط عمل مثالية للمتعاملين والمستثمرين، في بيئة مهنية حديثة تحترم معايير الجودة والسلامة .
ويتوقع أن يشكل هذا المشروع رافعة إقتصادية حقيقية للإقليم، حيث من المنتظر أن تصل الطاقة الاستيعابية للسوق إلى 700 ألف طن من الخضر والفواكه سنويًا، مع إمكانية تسويق حوالي 3 ملايين طن في السنة، بمعدل تداول يصل إلى 1000 طن كل ساعتين، هذا من شأنه أن يرفع من فعالية التسويق، ويقلص من نسب الفاقد، مما يعزز الأمن الغذائي ويعود بالنفع على الفلاحين والمستهلكين على حد سواء .
وسيسهم المشروع في خلق أزيد من 13 ألف فرصة عمل، من بينها حوالي 8700 فرصة غير مباشرة، مما سيعطي دفعة قوية للتشغيل وتحسين المستوى المعيشي لساكنة المنطقة .
ويندرج هذا المشروع في إطار شراكة استراتيجية تجمع بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وزارة الداخلية، جهة سوس ماسة، المجلس الجماعي للقليعة، والبنك الدولي، ما يعكس حرص كافة الأطراف على بلورة مشاريع تنموية ذات أثر فعلي على أرض الواقع .
ويأتي هذا المشروع في انسجام تام مع أهداف استراتيجية “الجيل الأخضر”، التي تسعى إلى تحديث قنوات تسويق المنتجات الفلاحية وتحسين سلاسل القيمة، مما يضع إقليم إنزكان أيت ملول في قلب التحولات الإقتصادية التي تعرفها المملكة .
ويبقى هذا المشروع خطوة أولى نحو نموذج تنموي جديد بإقليم إنزكان أيت ملول، قائم على أسس الشراكة والابتكار والعدالة المجالية، يعزز من جاذبية التراب ويحول التحديات الإقتصادية إلى فرص واعدة للتقدم .
ومع بدء العدّ التنازلي لانطلاق أشغال الإنجاز، يترقب المواطنون والمستثمرون على حد سواء ولادة سوق سيشكل لا محالة نقطة تحول كبرى في تاريخ التجارة الفلاحية بجهة سوس ماسة، ونموذجًا يُحتذى به في باقي جهات المملكة .