مكتب أكادير / هشام الزيات
في إطار جهوده الرامية إلى تكريس مبادئ المساواة والعدالة بين الجنسين، وسعيه المتواصل نحو تفعيل مقاربة النوع داخل السياسات العمومية والبرامج الترابية، نظم المنتدى المغربي الإفريقي الدولي للنساء الرائدات دورة تكوينية متقدمة في موضوع “الميزانية المستجيبة للنوع الإجتماعي BSG: من أجل مأسسة فعالة لمقاربة النوع في السياسات العمومية الجهوية”، وذلك يومي 16 و17 يونيو الجاري بمدينة أكادير، بشراكة مع مركز الإمتياز الخاص بالميزانية المستجيبة للنوع الاجتماعي CE-BSG التابع لوزارة الإقتصاد والمالية .
واستهدفت الدورة التكوينية أطر وممثلي وممثلات مختلف القطاعات اللاممركزة بجهة سوس ماسة، وهدفت إلى تقوية قدراتهم في مجال إدماج النوع الإجتماعي ضمن مسارات التخطيط والتدبير العمومي، وكذا خلق فضاءات لتقاطع الخبرات وتبادل الممارسات الفضلى بين القطاعات، بما يخدم التنمية الجهوية المتوازنة .
وتندرج هذه المبادرة في سياق دعم المملكة المغربية لمسار إصلاح المالية العمومية، الذي جعل من الميزانية المستجيبة للنوع الإجتماعي ركيزة أساسية لضمان عدالة توزيع الموارد العمومية، وتمكين النساء والرجال على السواء من الولوج المتكافئ إلى الحقوق والخدمات والفرص .
وأطّرت هذه الدورة الدكتورة “إيمان لقشيري” الباحثة المتخصصة في إصلاح الميزانية، وعضو مركز الإمتياز التابع لوزارة الإقتصاد والمالية، حيث قدمت سلسلة من العروض النظرية والورشات التطبيقية التي مكنت المشاركين من فهم أعمق للمفاهيم والأدوات التقنية ذات الصلة بميزانية النوع، بالإضافة إلى الاشتغال على حالات واقعية مستمدة من السياق الجهوي والمحلي .
وقد خلق هذا التكوين أجواءً تفاعلية ونقاشًا مفتوحًا بين المشاركات والمشاركين، الذين عبروا عن تثمينهم لجودة المحتوى وأهمية الموضوع، خاصة وأن هذا النوع من التكوينات ظل لفترة طويلة حكرا على موظفي الإدارات المركزية .
وعرفت الدورة مشاركة 40 فاعلًا وفاعلة يمثلون قطاعات حيوية على مستوى جهة سوس ماسة، من بينها: وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان، ووزارة الإقتصاد والمالية، ووزارة التجهيز والماء، ووزارة الإنتقال الطاقي والتنمية المستدامة، والمندوبية السامية للتخطيط، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزارة الإدماج الإقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان (Andzoa)، والوكالة الوطنية للموانئ، جماعة أكادير، والمركز الجهوي للاستثمار، وغيرها من المؤسسات الجهوية المهمة .
ويأتي هذا النشاط ضمن سلسلة من المبادرات التي يحرص المنتدى المغربي الإفريقي الدولي للنساء الرائدات على إطلاقها، والتي ترمي إلى تمكين النساء من أدوار ريادية في محيطهن الإجتماعي والمؤسساتي، والعمل على إدماج فعلي لمقاربة النوع كأداة استراتيجية في السياسات العمومية، بما ينسجم مع الالتزامات الدستورية والدولية للمغرب في مجال المساواة وتكافؤ الفرص .
وتؤكد هذه الدورة التكوينية مرة أخرى أهمية العمل التشاركي بين مختلف الفاعلين المؤسساتيين والمجتمع المدني في أفق بناء نموذج تنموي قائم على الإنصاف والدمج والمساءلة، يجعل من النوع الإجتماعي أولوية في كل المشاريع والبرامج الترابية .
