مركز التكوين القنصولي (مدرسة الكوكب) تتربص به معاول الهدم في انتظار المصادقة على إتفاقية الشراكة ” المصيدة “

المصطفى الوداي
من بين أهم النقاط التي تضمنتها دورة المجلس الجماعي لمدينة مراكش عشية يوم الاثنين 23 يونيو الجاري ادراج نقطة تفويت بقعة ارضية مساحتها 20 هكتارا لإحداث أكاديمية رياضية لكرة القدم بالغابة الرياضية
ويبدو أن الاتفاقية تهدف لتطوير البنية التحتية لفريق الكوكب المراكشي وتمكينه من التوفر على اكاديمية رياضية لتكوين وصقل المواهب الكروية
ولكن من خلال تدخل المستشار خليل ابو الحسن وتصفح البنود يظهر أن باطن هذه الإتفاقية عبارة عن هدية مسمومة تجرد فريق الكوكب من مركز تكوينه ببا دكالة، وتضع مصيره بيد جماعة مراكش، حيث سيصبح قرار استمرار استغلال الكوكب من عدمه للمنشأة الرياضية للمجلس الجماعي صاحب الملك العقاري
فمن بين أهم بنود الإتفاقية يجب افراغ مركز التكوين القنصولي باب دكالة وكل المرافق المستخرجة منه بمجرد التوقيع على الإتفاقية، ونقل الشطر الأول الى الغابة الرياضية التي توجد بين المحاميد وحي ازيكي، وتبلغ مساحتها 14،52 هكتارا وهو مركز مؤقت في انتظار الإنتهاء من أشغال إنجاز الأكاديمية في غضون ثلاثة سنوات، في الشطر الثاني من الغابة الرياضية الذي تبلغ مساحته 20 هكتارا
باطن الاتفاقية خصوصا في ما يتعلق بالتزامات الأطراف الثلاثة المعنية، المجلس الجماعي لمراكش، المالك للعقار، الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ممول المشروع، وفريق الكوكب الذي سيعهد له التدبير والتسيير للمرفق الجديد فقط، مع إدماج الجمعيات الأخرى للإستفادة من استغلال المنشأة الجديدة في التداريب
وهناك تكمن خطورة هذه الإتفاقية، لأن فريق الكوكب سيفقد مركز القنصولي الذي كان يشكل مدرسته الخاصة ، وسيصبح مشرفا على تدبير مركز مفتوح أمام جمعيات رياضية، مما سيعيق تنفيذ برامج تكوين الفئات العمرية للكوكب بطريقة علمية ومدروسة معتمدة على ظوابط ومعايير متطورة ،و يخالف ما هو معمول به على صعيد جميع الدوريات، لأن كل فريق أو نادي يملك مدرسته الخاصة للتكوين، عكس ما تنص عليه إتفاقية إنجاز أكاديمية رياضية لكرة القدم.
افراغ مركز القنصولي في حد ذاته تجريد فريق الكوكب من أحد بنياته التحتية المهمة، وحرمان فئة عريضة من أطفال وأبناء مدينة مراكش من مرفق رياضي يساهم في تكوين وصقل مواهب الشباب وفضاء للرياضية،
كان بالإمكان المحافظة على مركز القنصولي وإعادة هيكلته ، لأنه يشكل فضاء يندرج في مشروع تهيئة منطقة باب دكالة، ويتوفر على نفس معايير المشاريع المزمع إنشائها بباب دكالة من فضاءات ترفيهية وحدائق ومناطق خضراء،
فالحفاظ على مركز التكوين القنصلي سيضفي جمالا ورونقا على مشروع تهيئة باب دكالة
بغض النظر على أن جل الأندية الوطنية والدولية تتوفر على مدارس للتكوين داخل المدن وبأحياء وسط المدن
فلماذا القضاء على مدرسة التكوين للكوكب في موقع استيراتيجي يمنح فرصة لأطفال مدينة مراكش بالمدينة العتيقة وأحياء الداوديات وجليز لإظهار مواهبهم التقنية وصقلها ، وتوفر للكوكب مشتلا لتكوين لاعبين مؤهلين لحمل قميص الكوكب او تسريحهم لأندية أخرى مقابل مبالغ مالية مهمة
الإتفاقية الفخ تجعل فريق الكوكب الطرف الأضعف بحيث أن المادة السابعة من الإتفاقية تمنح الصلاحية لمجلس جماعة مدينة مراكش لإنهاء الإتفاقية إما بمبادرة منه أو بطلب من باقي الأطراف بعد التداول في الموضوع و إتخاذ قرار بوقف مفعول الإتفاقية دون التعويض في الحالات التالية:
* انصرام أجل ثلاثة سنوات دون إنجاز مشروع الأكاديمية الشطر الثاني لأسباب غير مبررة
ويمكن اعتبار فريق الكوكب هو الخاسر الأكبر في حالة ما تعثرت أشغال الإنجاز لسبب من الأسباب التي يمكن أن تكون طارئة أو غير متوقعة
* المادة الثامنة من الإتفاقية أيضا تضر بمصالح فريق الكوكب لأنها تؤكد على أن العقار وجميع المنشآت المحدثة فوقه تبقى في ملكية المجلس الجماعي، مع إمكانيات استرجاعه بعد انتهاء مدة الإتفاقية المحددة في اربعين سنة دون مقابل
وللإشارة فإن المستشار الجماعي خليل ابو الحسن في تدخله طالب بتقليص مدة الإتفاقية الى عشرين سنة بدل أربعين
كما ان المجلس الجماعي له الحق قبل إنصرام مدة الإتفاقية بستة أشهر أن يقرر في امكانية تمديدها أو تجديدها
وبذلك يمكن اعتبار هذه الاتفاقية، اتفاقية فخ لأنها ستجرد فريق الكوكب من مركز التكوين بباب دكالة، ووضعه تحت رحمة قرارات المجلس الجماعي
المستشار خليل ابو الحسن تسائل أيضا عن مشروعية استفادة المكتب المديري للكوكب من مداخيل المنشآت العقارية المحيطة بملعب العربي بن مبارك والتي تم تشييدها في فترة الحاج محمد الديوري واعتبرت اللبنة الأولى لوضع أسس الإحتراف ،
المستشار الجماعي أبو الحسن من خلال تدخله أشار بأن المجلس الجماعي هو من له الأحقية للإستفادة من مداخيل عقارات فريق الكوكب المتعدد الأنشطة
إن بنود الإتفاقية وموقف المستشار الجماعي يشكلان تهديدا لمصالح الكوكب بكل فروعه وتجريده من جميع ممتلكاته العقارية، خصوصا وأن المعني بأمر التوقيع على الإتفاقية هو رئيس جمعية الكوكب المراكشي لكرة القدم وتجاهل المكتب المديري لفريق الكوكب الذي تعود ملكية جميع العقارات إليه
هذا الإتفاقية لا تخدم مصالح فريق الكوكب البثة وتتنافى مع تطوير الرياضة في مدينة مراكش ومبادئ الإحتراف التي تلزم الفرق بالتوفر على بنية تحتية في المستوى والتوفر على مداخيل مالية قارة
كان على المجلس الجماعي لمراكش قبل صياغة هذه الإتفاقية أن يعيد قراءة الاتفاقيات التي بموجبها اصبح فريق الرجاء مالكا للعقار الذي منحه له الملك محمد السادس،.
و تشييد فريق الفتح لمنشآته الرياضية على عقارات استفاد منها واصبحت في ملكية الفريق
إن توقيع رئيس جمعية الكوكب المراكشي على اتفاقية الشراكة حول مشروع احداث اكاديمية رياضية لكرة القدم بالغابة الرياضية يعتبر ضربا لمصالحه وتهديدا لتكوين الأجيال القادمة، وتنافيا مع مبادئ الإحتراف، و تكريس ارتباط تسيير الفرق بما تجود به المجالس الجماعية من منح تخضع أحيانا للولاء والإنتماء
وعطفا على ما سبق فإن المكتب المديري لفريق الكوكب لكرة القدم برئاسة ادريس حنيفة يتحمل مسؤوليته التاريخية في قبول أو رفض هذه الإتفاقية التي تضر بمصالح فريق الكوكب، و تهدد مستقبل جيل سيصبح رهينة رغبة وميزاج أعضاء المجلس الجماعي