ثقافة وفن

” الدقة المراكشية من طقس الذاكرة الى مسرح البحث مقاربة في البحث والتأويل ” عنوان ندوة احتضتنتها كلية الآداب والعلوم الانسانية القاضي عياض بمراكش

المصطفى الوداي

استعدادا لتنظيم الدورة 14 لمهرجان فن الدقة المراكشية احتفاء بعاشوراء وذلك بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبمشاركة المجلس الجماعي مراكش نظمت جمعية افوس بابا للفنون برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة القاضي مساء يوم الثلاثاء فاتح يوليوز الجاري ندوة علمية من تأطير عميد الكلية الدكتور عبد الجليل لكريفة، والإعلامي واستاذ الموسيقى اناس الملحوني وتسيير مدير مسرح دار الثقافة ذ محمد عزالدين سيدي حيدة
الندوة كانت مناسبة للتعريف بفن الدقة الذي تمتاز به مدينة مراكش عن باقي المدن المغربية والتي تعتبر موروثا ثقافيا يجب المحافظة عليه والعناية به لتسليم المشعل الى الأجيال القادمة لأن الدقة في شكلها ومضمونها تحمل دلالات وشكلا من اشكال العمل الجماعي المنظم ونموذجا للتنظيم الدقيق الذي يعتمد على الحكامة في تسيير طاقم العمل (افراد المجموعة) ، الذي يجسده على ارض الواقع العراج او صاحب القراقش (الة يعتمد عليها كناوة) الذي يقود مجموعة الدقة التي تعتمد على تغيير الإيقاع والأداء ( العيط، الكناوي، أفوس) وهو يلعب دور قائد الفريق او مايصطلح عليه في مصطلحات تدبير الموارد البشرية ب leader
الذي يضبط إيقاع وتوازن المجموعة في فقرات آداءها، العيط، الكناوي، وأفوس مع حرصه على أداء لايحتمل الخطأ، ويعتمد على التناغم والتجاوب السريع بين افرد المجموعة،
وهي صورة مصغرة عن حسن التدبير والحكامة ، وهذا ما قام بشرحه بطريقة مفصلة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة القاضي عياض د عبد الجليل لكريفة في مداخلته
فن الدقة المراكشية لا يمتاز فقط بالتنظيم المحكم وتناغم افراد المجموعة بل ينفرد بعدة خاصيات تميزها عن باقي انواع فن الدقة لمدينة الصويرة، ودمنات وخصوصا الدقة الرودانية، التي تحمل عدة روايات شفاهية دون الإعتماد على مراجع موثوقة أنها هي أصل الدقة المراكشية وتطورت في مدينة مراكش،
وللقطع مع هذه المغالطات الشائعة قدم الأستاذ أنس الملحوني عدة دلائل وقرائن تدحض كل ما يتم الترويج إليه
من خلال نقط الإختلاف الكثيرة بين الدقة الرودانية ونظيرتها المراكشية، حيث لاتوجد قواسم مشتركة بين الدقتين، لا من حيث الشكل، ولا الإيقاع
وتبقى نقطة التلاقي الوحيدة هي الهندام، الجلسة او مايصطلح عليه بالگور، والتوسل بالآت (التعارج)
اما نقط الإختلاف فهي متعددة وتبدأ من العيط
(هو الكلام الذي يرده افراد مجموعة الدقة في بداية
الكور)
لأن عيط الدقة المركيشة غني ومتنوع ويعتمد على بنيات ثنائية، ثلاثية، و رباعية
(العيط الرباعي ينتهي في أربعة أشطر)
وهناك العيط السداسي والثماني
كما ان هناك الغناء الشعري في الدقة المراكشية
ومن مميزات الدقة المراكشية الشاعرية والنفس القوي والبناء الإيقاعي
ويبقى عيط الدقة المراكشية عيط صعب لأنه يعتمد على الإدعان والإنصات الى صاحب القراقش مع الانتباه الشديد الى إيماءات العراج في لحظة تعتبر حاسمة للدخول في آفوس الذي يعتبر آداءه بشكل جيد نجاح و تفوق مجموعة الدقة
وهي سلاسة لا توجد في الدقة الرودانية التي تختلف في البنية والإيقاع والتنظيم
وقبل اختتام الندوة أكد الدكتور عبد الجليل لكريفة على اهمية انفتاح الجامعة على الثراث الوطني من أجل دراسته دراسة أكاديمية ، لأن الجامعة تبقى مجالا لتعريف الشباب بثراثهم وثقافتهم ووسيلة لنقل الثرات عبر الأجيال
لتختتم الندوة على إيقاع الدقة المراكشية ووصلات من التقيتقات قدمتها مجموعة جمعية أفوس بابا للفنون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock