
في مشهد صادم أعاد إلى الأذهان قسوة البحر وغموضه، عثر، بعد زوال يوم أول أمس الثلاثاء فاتح يوليوز الجاري، على جثة رجل مجهول الهوية بشاطئ دو امزي التابع لجماعة إمسوان شمال مدينة أكادير، ما استنفر السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي تامري .
الجثة التي يرجّح أنها تعود لرجل خمسيني لفظته أمواج البحر، وجدت في منطقة صخرية وعرة يصعب الوصول إليها، مما جعل عملية انتشالها عملية شاقة واجهت خلالها فرق الوقاية المدنية تحديات كبيرة، أبرزها غياب طريق معبدة أو مسالك واضحة تؤدي إلى مكان الحادث، خاصة وأن المنطقة غير مصنفة ضمن الشواطئ المحروسة أو المجهزة .
وفور الإبلاغ عن الحادث، هرعت إلى عين المكان مختلف السلطات المحلية، من أعوان السلطة وعناصر القوات المساعدة، إلى جانب رجال الوقاية المدنية الذين بسطوا كل الجهود الممكنة للوصول إلى الجثة ونقلها نحو سيارة نقل الأموات التابعة لجماعة تامري .
وحسب المعطيات الأولية، فإن هوية الهالك لا تزال مجهولة، غير أن مصادر محلية ترجح كونه ينحدر من مدينة الناظور، في انتظار تأكيد ذلك من خلال المساطر القانونية المعتمدة في مثل هذه الحالات، ومن بينها فحص البصمات والتحقيقات الميدانية التي باشرتها مصالح الدرك الملكي تحت إشراف النيابة العامة المختصة .
وقد فتح تحقيق لمعرفة ظروف وملابسات الوفاة، خاصة في ظل وجود عدة احتمالات، منها الغرق أو سقوط عرضي من مكان مرتفع، في انتظار ما ستكشف عنه التحريات الطبية والقانونية الجارية .
الحادث يعيد إلى الواجهة مسألة تأمين المناطق البحرية غير المصنفة، وضرورة التفكير في توفير بنيات لوجيستيكية تسهل عمليات التدخل والإنقاذ في مثل هذه المناطق الوعرة، حماية للأرواح وتسريعا للتدخلات في مثل هذه الحالات الإنسانية الطارئة .