
مكتب أكادير / هشام الزيات
تستعد جماعة أفلا إغير، الواقعة في قلب الجنوب المغربي، والمشهورة بواحاتها الساحرة وتنوعها الطبيعي والثقافي، لاحتضان الدورة الثامنة من مهرجان القرب أناروز، الحدث السنوي البارز الذي بات يشكل علامة مميزة في أجندة الأنشطة الثقافية والتنموية بالمنطقة .
ينظم هذا المهرجان من طرف جمعية شباب أفلا إغير للثقافة والتوعية، وهو يحمل في طياته رؤية ثقافية طموحة تهدف إلى نشر الوعي، تعزيز الانتماء، وصون الموروث المحلي، من خلال تقديم برنامج غني ومتنوع يمتد من 17 إلى 20 غشت 2025، ويجوب أربع واحات رئيسية ضمن تراب الجماعة .
حرص مهرجان أناروز منذ انطلاقته على ترسيخ مبدأ القرب الثقافي، عبر نقل الفنون والأنشطة التوعوية و التنشيطية إلى قلب الدواوير، بعيدا عن النمط التقليدي للمهرجانات الحضرية فـي “أناروز”، الذي يعني بالأمازيغية “الأمل”، يقدم بالفعل جرعة من الأمل للساكنة المحلية، خصوصا لفئات الشباب والنساء والأطفال، عبر ورشات تكوينية، وحملات تحسيسية، ومسابقات، وأمسيات فنية، وألعاب شعبية .
وتتميز دورة هذه السنة ببرنامج فني وثقافي متنوع، يراهن على تنشيط الحياة العامة في أربعة مواقع رئيسية، من خلال سهرات موسيقية تحتفي بفن أحواش الأصيل، وعروض فلكلورية محلية، إلى جانب لقاءات فكرية وورشات تربوية ورياضية كما سيكون للجمعيات المحلية دور محوري في إنجاح الفعاليات، في إطار مقاربة تشاركية تعزز روح المبادرة والانخراط المجتمعي .
أكثر من مجرد حدث ترفيهي، يسعى مهرجان أناروز إلى تحقيق التنمية المحلية المستدامة عبر إبراز المؤهلات البيئية والسياحية للمنطقة، وتسويق صورتها كوجهة تراثية طبيعية تستحق الاكتشاف، كما يشكل فرصة لإعادة الاعتبار للثقافة الأمازيغية، والاحتفاء بالهوية المتجذرة في واحات أفلا إغير، حيث تنصهر الفنون بالعادات والتقاليد في لوحة فسيفسائية راقية .
وفي نسخته الثامنة، يثبت مهرجان أناروز أن الثقافة ليست حكرا على المدن الكبرى، بل يمكن أن تنبع من عمق الواحات، وتتألق بألوان الطبيعة والهوية، إنه موعد سنوي يستحق أن يكتب في مفكرة كل من يقدر التراث، ويبحث عن تجربة فريدة تمزج بين الفن، التوعية، والمتعة .