واقع حال أسواق نموذجية بقلعة السراغنة كلفت الملايين…
عزيز معطوف / قلعة السراغنة
يعرف القطاع غير المهيكل بقلعة السراغنة أزمة كبيرة، بسبب سوء التسيير والتدبير وصرف المال العام في تشييد أسواق لجمع الباعة المتجولين و”الفراشة”، غير أن العكس هو الحاصل، حيث أن مشاريع هذه الأسواق فشلت، ولم تحقق الهدف المتوخى منها لتنظيم التجار.
فلازالت هذه الأسواق مغلقة؛ وتتعرض للتخريب ولا تلقى أي اهتمام من قبل المسؤولين ، إذ لازالت العديد من هذه الأسواق في وضعية مزرية مثل سوق “جنان الشعيبي ”،قرب المقاطعة الرابعة وسوق الهناء عمارة صحراوة وسوق “ المرس قرب دار العجزة” ، وسوق “ جنان بكار ”،
كما يعيش القطاع التجاري بقلعة السراغنة فوضى وعشوائية، نتيجة فشل جل المشاريع التي كانت ترمي إلى هيكلة وتنظيم الباعة المتجولين، والتي تسجل فشلا واضحا من خلال الركود الاقتصادي والتجاري الذي تعرفه محلات السوق النموذجي الهناء ، مما دفع بالعديد من التجار للإغلاق، الذي أنجز من أجل جمع أزيد من 200 تاجر وحرفي، إلا أن غالبية المحلات لازالت مغلقة.
ويظهر القطاع الضعف والخلل الذي تعيشه مدينة قلعة السراغنة على مستوى تنظيم الأسواق التجارية، إذ أن الجمعيات التي أشرفت على إحصاء وتنظيم الباعة المتجولين، انحرفت وتحولت إلى أداة سياسية لخدمة بعض الأشخاص وتوزيع المحلات على الكثير من الناس لا علاقة لهم بالتجارة، وإقصاء العديد من الحرفيين والتجار الذي لازالوا يتجولون في شوارع المدينة لممارسة أنشطتهم.
فقد فشلت مقاربة الأسواق بسبب الأماكن غير الملائمة والتي جاءت بدون دراسة أو تقييم، وغياب التشاركية الشيء الذي دفع المستفيدين لرفض البقاء واحتلال شوارع المدينة، وقطع الطرقات أمام حركة السير وخلق الضجيج والفوضى أمام أعين السلطات المحلية والمنتخبة التي رفعت الراية البيضاء ، مما يؤكد فشل المشاريع التي أنجزها المسؤولون على هذا الإقليم لأجل تسوية نشطاء القطاع غير المهيكل، حيث أن الأسواق التي صرفت عليها الملايين لازالت مغلقة ،وأصبحت مأوى المتشردين، و جلسات خمرية و مربطا للحمير (كوري)،
ولم تقدم أي حلول لهذه الإشكالية.
لذلك، فهذا الملف يتطلب مقاربة جديدة، عبر سحب المحلات المغلقة من الأشخاص الذين لا يستغلونها، ومنحها لمن يستحق، وفتح لوائح جديدة للمستفيدين وإعادة تنظيم الأسواق النموذجية والنهوض بها، وتوفير المرافق الضرورية والإمكانيات، حتى تصبح هذه الأسواق فعلا نموذجية بقلعة السراغنة .