
هيئة التحرير
أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم 21 أكتوبر الجاري، اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الجزائري أحمد عطاف، بطلب من الجانب الجزائري، تناول سبل تعزيز ما وصفاه بـ”الشراكة الاستراتيجية العميقة” بين موسكو والجزائر.
غير أن البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية الروسية كشف أن المحادثات تطرقت إلى “عملية السلام في الصحراء الغربية”، وهو ما يثير تساؤلات حول خلفيات هذا الإدراج في سياق رئاسة روسيا لمجلس الأمن خلال شهر أكتوبر، خصوصًا وأن الجزائر دأبت على محاولة تدويل هذا الملف وإقحامه في أجندات خارج الإطار الأممي المتفق عليه.
من وجهة نظري أرى أن الجزائر تحاول استغلال الظرف الدبلوماسي الحالي لتسويق روايتها المنفردة بشأن الصحراء المغربية، في وقت تؤكد فيه قرارات مجلس الأمن المتتالية على أن الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسيًا وواقعيًا وعمليا في إطار سيادة المملكة المغربية ووحدتها الترابية، وهو ما تجسده مبادرة الحكم الذاتي التي تحظى بدعم متزايد من القوى الدولية الكبرى.
وتؤكد مصادر دبلوماسية أن موسكو، رغم علاقاتها التاريخية مع الجزائر، تحرص على الحفاظ على توازنها في هذا الملف، إذ تساند الجهود الأممية دون الانحياز لأي طرف، مع إدراكها لأهمية الدور الإقليمي للمغرب ومصداقية مقاربته في دعم الاستقرار والأمن في منطقة الساحل والصحراء.
ويأتي هذا الاتصال في ظرفية تعرف فيها الدبلوماسية المغربية إشادة واسعة بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي رسخت حضور المملكة كفاعل استراتيجي مسؤول، يجمع بين الدفاع عن الثوابت الوطنية والانخراط الإيجابي في القضايا الإقليمية والدولية.



