أخبارمجتمع

من الشيلي إلى نيويورك.. المغرب ينتصر في الملعب ويقترب من حسم ملف الصحراء

هيئة التحرير

في لحظة تاريخية، توج المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة بقيادة محمد وهبي، بلقب كأس العالم للشبان في الشيلي، في إنجاز غير مسبوق يعكس صعود المغرب على الساحة الرياضية العالمية، لكن هذا التتويج لم يكن مجرد انتصار كروي، بل رسالة سياسية ورمزية عميقة في توقيت بالغ الأهمية.

 

من جهته، لم يخف فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وعضو الحكومة، دلالات هذا الفوز، حين ربط بين التفوق الرياضي المتحقق وبين المسار الوطني نحو استكمال الوحدة الترابية، مشددا على أن المغرب ينتصر في الميدان كما ينتصر في الدفاع عن قضاياه العادلة.

 

إن هذا الربط لم يكن اعتباطيا، بل جاء في ظل التحركات الدبلوماسية المكثفة التي يقودها وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، مع اقتراب موعد جلسة التصويت الحاسمة في مجلس الأمن الدولي حول الصحراء المغربية نهاية أكتوبر الجاري، إن هذه الجلسة يرتقب أن تشكل منعطفا في هذا الملف الذي يشكل أولوية وطنية.

 

في هذا السياق، تحاول أطراف معاكسة، على رأسها جبهة “البوليساريو” الانفصالية وراعيها الإقليمي، الجزائر، التشويش على الزخم المغربي عبر تحركات دبلوماسية متأخرة، وتصريحات مرتبكة، ومحاولات يائسة لتقديم “مقترحات سياسية” لا ترقى إلى مستوى المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي أضحت تحظى بدعم دولي واسع، وتعتبر من طرف مجلس الأمن الحل الواقعي والجدي والوحيد لهذا النزاع.

 

في ظل ضغط اقتراب تصويت يتوقع أن يكون تاريخيا في مجلس الأمن، تحاول ميليشيا البوليساريو الانفصالية التظاهر بالدبلوماسية عبر إعلانها عن “مقترح موسع لحل سياسي” للنزاع، غير أن لا المناورات الشكلية ولا التصريحات المرتبكة الصادرة من الجزائر قادرة على مجاراة قوة المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي كرست تفوقها وأقصت البوليساريو وراعيتها إلى مرتبة “الكومبارس المذعور” أمام مسار قضية لم يعودا يمتلكان زمامها.

 

إن إنجاز الشبان في الشيلي، وما رافقه من إشادة دولية والاستقبال الملكي والجماهيري اليوم الأربعاء بالرباط لأشبال الأطلس، يتقاطع مع دينامية دبلوماسية يقودها المغرب بثقة وثبات، لتأكيد سيادته على أقاليمه الجنوبية، وترسيخ مبادرة الحكم الذاتي كخيار استراتيجي ونهائي، في ظل إجماع دولي متنام على مشروعية الموقف المغربي.

 

وبين الانتصارات الرياضية في المنافسات الدولية والتطورات الدبلوماسية المتعلقة بملف الصحراء المغربية، يظهر أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو لحظة الحسم، وأن أكتوبر قد يحمل في طياته أكثر من تتويج بل ربما المباراة النهائية في ملف الصحراء المغربية الذي عمر طويلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock