سياسة

شيوخ المنتخبين بمدينة إنزكان أمام نداء التجديد الملكي…

مكتب أكادير / هشام الزيات 

رغم الدعوات المتكررة إلى تجديد النخب السياسية و إفساح المجال أمام الطاقات الشابة لتحمل مسؤولياتها وتشارك بفاعلية في تدبير الشأن العام، ما تزال بعض الوجوه القديمة متشبثة بالكراسي، وكأنها ملكية خاصة لا أمانة لخدمة الوطن والمواطنين .

 

ومن بين أبرز هذه الوجوه، يبرز رئيس المجلس الإقليمي لإنزكان آيت ملول، الذي تجاوز الثمانين عاماً دون أن يترك بصمة تنموية واضحة في المدينة، فعلى مدى عقود، ظل اسمه مرتبطاً بالركود السياسي والصراعات داخل المجالس المنتخبة، بينما بقيت إنزكان خارج دائرة الدينامية التنموية التي يطمح إليها سكانها، ورغم التجربة الطويلة التي راكمتها، فإن حصيلته تبقى محدودة، في ظل غياب المشاريع المهيكلة والرؤية الاستراتيجية القادرة على النهوض بالمنطقة وتحقيق انتظارات الساكنة .

 

وشدد جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطابه الأخير على ضرورة تجديد النخب وضمان مشاركة الشباب في الحياة السياسية، مؤكداً أن استمرار نفس الوجوه والعقليات من شأنه أن يعرقل التنمية المحلية ويضعف ثقة المواطنين في المؤسسات المنتخبة، غير أن هذا النداء الواضح لم يجد، على ما يبدو، الصدى الكافي لدى بعض المسؤولين المحليين، وفي مقدمتهم عدد من الشيوخ السياسيين بمدينة إنزكان، الذين يواصلون التشبث بمناصبهم دون أن يقدموا ما يثبت قدرتهم على مواكبة التحولات الجديدة أو الانخراط في روح الإصلاح التي دعا إليها جلالة الملك .

 

وفي الوقت الذي تعمل فيه الدولة على فتح الأبواب أمام جيل جديد من الكفاءات الشابة، ما تزال بعض المدن، مثل إنزكان، رهينة أساليب تدبير تقليدية تكرس الجمود وتعيق مسار التغيير، إنها مفارقة صارخة بين إرادة ملكية واضحة في التجديد والانفتاح، وواقع محلي يصر على البقاء في الماضي، متجاهلاً التحولات الوطنية الكبرى التي يشهدها المغرب .

 

واليوم، يقف شيوخ المنتخبين بإنزكان أمام اختبار سياسي وأخلاقي حاسم: إما الإصغاء لنداء التجديد الملكي وفتح المجال أمام الطاقات الشابة لتأخذ مكانها الطبيعي في صنع القرار المحلي، أو مواصلة التشبث بالكراسي إلى أن يفرض الواقع منطقه، فهل سيستجيب هؤلاء لروح الخطاب الملكي الداعي إلى التغيير، أم سيواصلون مقاومة التحول الذي لا مفر منه؟ الجواب سيحدد دون شك مستقبل مدينة إنزكان، ويكشف إن كانت على أعتاب مرحلة جديدة من الإصلاح والنهضة، أم أنها ستظل عالقة في دوامة الجمود التي كبّلت طاقاتها وأحبطت طموحات أبنائها لسنوات طويلة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock