
هيئة التحرير
دعا الملك محمد السادس، مساء الجمعة، سكان مخيمات تندوف الى العودة والمساهمة في تنمية وطنهم في اطار مبادرة الحكم الذاتي، مؤكدا ان جميع المغاربة سواسية، وموجها ندا مباشرا الى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من اجل اطلاق حوار صادق يتجاوز الخلافات الثنائية، وسط تحولات اممية واقليمية داعمة للموقف المغربي في قضية الصحراء.
وفي خطاب سام الى الامة عقب جلسة التصويت على قرار أممي حول الصحراء المغربية، قال الملك محمد السادس: “بصفتي ملك البلاد، الضامن لحقوق وحريات المواطنين، أؤكد أن جميع المغاربة سواسية، لا فرق بين العائدين من مخيمات تندوف وبين إخوانهم داخل أرض الوطن”، مشددا على ان “هذه فرصة تاريخية لجمع الشمل مع الأهل والمشاركة في تدبير الشأن المحلي، وبناء المستقبل، داخل إطار المغرب الموحد”.
وفي الاتجاه نفسه، قال الملك: “أدعو أخي فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، لحوار أخوي صادق، بين المغرب والجزائر، من أجل تجاوز الخلافات، وبناء علاقات جديدة، تقوم على الثقة وروابط الأخوة وحسن الجوار”، مضيفا ان المملكة تجدد التزامها “بمواصلة العمل من أجل إحياء الاتحاد المغاربي، على أساس الاحترام المتبادل، والتكامل بين دوله الخمس”.
وجاء الخطاب في اعقاب تبني مجلس الامن القرار 2797 الذي يدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي كاساس تفاوضي واقعي، وهو ما وصفه العاهل المغربي بانه “فتح مبين” بعد خمسين سنة من التضحيات، قائلا: “ها نحن نبدأ، بعون الله وتوفيقه، فتحا جديدا في مسار ترسيخ مغربية الصحراء، والطي النهائي لهذا النزاع المفتعل، في إطار حل توافقي، على أساس مبادرة الحكم الذاتي”.
واضاف ان القرار الاممي الجديد يشكل “مرحلة فاصلة ومنعطفا حاسما في تاريخ المغرب الحديث”، مشيرا الى ان ما بعد 31 اكتوبر 2025 “ليس كما قبله”، ومؤكدا: “لقد حان وقت المغرب الموحد، من طنجة إلى الكويرة، الذي لن يتطاول أحد على حقوقه، وعلى حدوده التاريخية”.
وابرز الملك محمد السادس ان الديناميكية السياسية والدبلوماسية التي اطلقتها المملكة خلال السنوات الاخيرة بدات تعطي ثمارها، قائلا ان “ثلثي الدول في الأمم المتحدة أصبحت تعتبر مبادرة الحكم الذاتي هي الإطار الوحيد لحل هذا النزاع”، مضيفا ان الاعتراف بالسيادة الاقتصادية للمغرب على اقاليمه الجنوبية “شهد تزايدا كبيرا” من قبل الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، اسبانيا، والاتحاد الاوروبي، من خلال تشجيع المبادلات والاستثمارات في المنطقة.
كما اعلن العاهل المغربي عن خطوة جديدة تتمثل في “تحيين وتفصيل مبادرة الحكم الذاتي وتقديمها للأمم المتحدة لتشكل الأساس الوحيد للتفاوض”، في افق تكريس حل نهائي مقبول وواقعي.
وفي رسائل شكر متعددة، عبر الملك عن تقديره للدول التي ساهمت في هذا التحول، وفي مقدمتها الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، الى جانب بريطانيا، اسبانيا، وفرنسا، مشيدا كذلك بالدعم المستمر الذي تبديه الدول العربية والافريقية الشقيقة، والدول التي ايدت مبادرة الحكم الذاتي.
وفي ما بدا اشارة الى التمسك بالمقاربة السلمية، شدد الملك محمد السادس على ان المغرب “لا يعتبر هذه التحولات انتصارا، ولا يستغلها لتأجيج الصراع والخلافات”، مؤكدا ان المملكة “حريصة على إيجاد حل لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف”.
كما نوه العاهل المغربي بما تحقق في الاقاليم الجنوبية من “تنمية شاملة وأمن واستقرار”، بفضل ما وصفه بـ”تضحيات جميع المغاربة”، مخصصا تحية خاصة لسكان الصحراء المغربية الذين اكدوا “تشبثهم بمقدسات الأمة ووحدتها الترابية”، وللقوات المسلحة الملكية وعائلاتهم على امتداد خمسين عاما.
وختم الملك خطابه باستحضار رمزية المسيرة الخضراء، مترحما على الملك الراحل الحسن الثاني “مبدعها”، وكل شهداء الوطن الابرار، مشددا على الاستمرار في نهج الدفاع عن السيادة والوحدة الوطنية ضمن رؤية واقعية ومسؤولة.



