بقلم/ الحسين الحسني/ مراسل طنجة، الفنيدق، مارتيل
قبل الغوص في السهرة الفنية و ترانيمها و ألحانها ، لا بد من الوقوف أولا عند هذا الصرح المعماري المتميز ،فأن تقوم الدولة المغربية ممثلة في شخص مديرة مسرحها الراقية والخلوقة، الأستاذة” إلهام بارو” بإعداد منصته للطائفة اليهودية( كما قامت بإعداده من قبل لمجموعة من الفعاليات، الغيوان، للمسرح الكوميدي، الشباب في مهرجانهم، جمعيات مختلفة تقوم بمساعدتهم في عرض برامجهم الجادة بكل صدر رحب)، فهذا تحدي قوي للرجعية العربية و مناصري ثقافة البؤس و الماضوية ، و اعتراف صريح بالهوية اليهودية لهذه الطائفة ، التي لها من الواجبات و الحقوق ما لباقي المغاربة ،فالمعلمة تكريم لليهود المغاربة ، و تأكيد على التعدد الثقافي للمملكة المغربية الشريفة، و انتصار للمبادىء الساميةلحقوق الانسان .
إن المغرب لا يأخذ مكانته الدولية عن طريق رفع الشعارات البالية و دغدغة عواطف العامة و التأليب و التحريض على الكراهية ،بل يستمد قوته من احترامه للتاريخ ، و من مرجعيته الثقافية المتعددة، و من مبادىء مناصرة المستضعفين في كل بقاع العالم ، و من إيمانه الجازم بالتعددية سلوكا و منهجا و من التسامح
..فكرا وممارسة
.
في سياق تفاعل الأفكار و المواقف، نظمت السهرة الفنية التي قدمت عروضا فنية مغربية بامتياز، و أنت تستمع إلى المعزوفات و الأغاني، لا تشعر بفرق ما يغنونه رواد الفن المغربي الأصيل ، فالموسيقى تترجم مدى تفاعل الثقافات و مدى الانصهار في البوتقة المغربية الواحدة ،جميل جدا أن تحيى سهرات كهذه، يحضرها المغاربة من مختلف الأطياف لتمتزج مشاعر الانتماء الى الهوية المغربية ، و نتخلص من موروث العداء و الكراهية الدخيل الذي تسلل إلى بعض النفوس المريضة زاحفا من الشرق الاوسط حيث الحروب و الهزائم و عمائم ، و لحي التكفير و الكراهية و القتل و الإرهاب .
العمل الفني المقام بمراكش بداية تجديد الانفتاح و القبول بالآخر كمكون مغربي أصيل، ساهم في إثراء الثقافة المغربية، مما يدعو إلى تعميم مثل هذه التظاهرات الفنية للطائفة اليهودية في ربوع المملكة المغربية الشريفة .
و ما تفاعل الأستاذة مديرة نشر جريدتنا الوطنية والدولية / “هند جوهري” وعدد من الحضور أولهم، السيدة” الهام أبارو ” مديرة المسرح الملكي والممثلة الصاعدة “حجيبة سروان” الاعلاميين على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ “محمد القنور” ، عدد من الفنانين بالمركز الثقافي الفرنسي، بعض رواد موسيقى الملحون ” كالفنان “هشام سليم ” وعدد من الفاعلين الجمعويين والسياحيين، والأدباء بكل رقي مع نغمات الحفل ، و مشاركتهم الغناء الاندلسي مع الطائفة اليهودية والجالية اليهودية، التي حضرت ضيفة من إسرائيل، إلا تعبيرا صادقا عما نعتز به من إيمان راسخ بالشخصية المغربية المتعددة الثقافات و الأصول و رفض مطلق للفكر التآمري الإرهابي
مبادرة متأصلة في الوجدان المغربي الأصيل..مبادرة عنوان للتسامح المغربي النبيل..التراث اليهودي جزء لا يتجزأ من الموروث الشعبي المغربي الضارب في أطناب العز والشموخ..وتحية تقدير لمديرة جريدة يسبريس7 الأستاذة هند جوهري وباقي الفعاليات الثقافية والفنية والإعلامية التي تجسد تلاحم الشعب المغربي بكل أطيافه