فيلم ..“الملعونون لا يبكون” للمخرج المغربي البريطاني فيصل بوليفة لا يتناغم مع تقاليدنا السمحة …
عبد اللطيف شعباني
ناقش فيلم ” المحكور مكا يبكيش” للمخرج المغربي البريطاني فيصل بوليفا تيمة تتعارض مع النسق الأخلاقي الذي تتوخي كل رسالة فنية تبيلغه للمتلقي ،وخاصة يعرض في ملتقى سينمائي مغربي ترصده كل أعين النقاد السينمائيين ، وتحلل التيمات التي تتمحور حولها نوايا كل فنان كان مخرجا او مؤلفا او يتقمص أدوار شخصيات الفيلم. فهو يتناول قضية امرأة تهيم على وجهها، مع ابنها الوحيد، تنتقل من مكان إلى آخر، منبوذة من الأهل والمجتمع ، تسعى فقط من أجل البقاء، في ظروف شاقة . ماذا يمكن أن يحدث لها ولابنها، وكيف يمكن أن تنتهي؟
هذا هو موضوع الفيلم الروائي الطويل الثاني للمخرج المغربي- البريطاني فيصل بوليفة، “الملعونون لا يبكون” The Damned Don’t Cry.
فالفيلم يدور حول شخصيتين: الأم “فاطمة الزهراء” التي تجاوزت منتصف العمر، وابنها المراهق “سليم”، وهو في السادسة عشرة من عمره. الأم كانت (وربما لا تزال) تبيع جسدها من أجل المال عندما كانت تتمتع بقدر من الجمال، والإبن الذي يريد أن يصبح الآن المسؤول عن تدبير العيش لكليهما، لا يجد أيضا وسيلة لكسب رزقه سوى بأن يبيع جسده بدوره مع أجنبى .
لم يختر هذا الفيلم سوى طرق رخيصة لكسب القوت ، مع العلم ان هناك طرقا سليمة ومقبولة اخلاقيا وفق الشرع والقانون ، توفر لهذين النموذجين العيش الكريم وتحافظ لهما كرامتهما .
الفيلم إذن هو انفلات أخلاقي للمخرج جعله يقترح هذه الطريقة غير الأخلاقية في مجتمع مسلم له تقاليده وطقوسه السليمة ،مما يجعله فيلما يضرب في العمق الذوق السليم للمشاهد المغربي والعربي عموما. مع العلم اننا ضد المثلية بكل ما تمثله ،لأنها تتضارب وتتعارض مع تقاليدنا ، مما يجعل هذا الفيلم خارج السياق والنسق المغربي الأصيل ، ولا يمكن للمتلقي أن يراه في القاعات السينمائية المغربية ، ببساطة لأنه ضد أعرافه وتقاليده السمحة التي تمتاح من خلفية معرفية تقوم على الخلق السوي و الحياء الذي هو خلق هذا الدين الاسلامي الحنيف.