الفرصة الأخيرة ( خواطر )
نور الدين الوكيل / المستشار القانوني والفكري للجريدة
واحدة من أصعب المعارك التي يخوضها المرء أن يُحارب دائمًا في معركة “الفرصة الأخيرة” تلك المعارك التي لا تملك فيها أي فرصة أخرى للمحاولة من جديد حال هزيمتك الأولى، إن هُزمت لن تستطيع أن تجمع شتات روحك وتحاول مرةً أُخرى، إن تحطمت لن تستطيع الإنسحاب أو الإستسلام؛ فأنت مجبرٌ على ممارسة الصراع مهما كانت الخسائر، لا تملك أي خيار للعودة أو التراجع، تُحارِب بكل قوتك لأنك لا تملك رفاهية الهزيمة أو الإنهيار، مجبرٌ على تحمل ضجيج أفكارك حال هزيمتك، المصير القاسي الذي ينتظرك فيما بعد، واعتباراتٌ مختلفةٌ سواء كانت قطار العمر، أو قطار العمل، أو حتى الزواج وتكوين الأسرة، مع وضع مخاوفك من قسوتك وجلدك لذاتك حال الهزيمة ونظرة المجتمع لك..
الأشد قسوة وألمًا أن أغلب هذه الصراعات تكون في فرعٍ واحدٍ من فروع حياتك، أقصد إن كان صراعك في حياتك الأجتماعية، فـ بالتأكيد لابد أن تكون هادئًا في غاية الثبات لتواصل حياتك العلمية أو العملية بطريقةٍ سليمةٍ أو على الأقل لا تؤثر ضغوطات حياتك الاجتماعية على باقية فروع حياتك، أنت أشبه بـ شجرة مهما أشتدت الرياح قد تسقط بعض أوراقها لكنها حتمًا ولابد أن تظل ثابتة قوية..
أتمنى من كل قلبي أن تهدأ الحياة قليلاً..
فأغلب المعارك التي خُضناها كانت معركة الفرصة الأخيرة..
ولقد أستهلكتنا الطرق الطويلة.