المرأة ليست عجينا

د. نور الدين الوكيل / رئيس قسم الشؤون القانونية
استقر في عقلية طائفة من المجتمع المغربي أن نموذج المرأة المحبوبة هي المرأة الصبورة والطائعة، تلك التي لا ترفض أمرا ولا تخالف نهيا، تلك التي تنفذ دون نقاش، تلك المستكينة لأمر مجتمعها، والتي ليس لها نظرة للحياة،وإنما تخضع دائما وأبدا..
وحينما يصادف الشخص امرأة أبت إلا أن تكون لها شخصية مستقلة، خاضت غمار الحياة، وواجهت صعابها، لم تنهر عند أول صعوبة، ولم تجمع أمتعتها نحو الخنوع عند أول مشكل، فورثت مسيرة مليئة بالأحداث والتجارب والرؤى الحياتية، فكيف يمكن أن يجعل منها شكلا معينا، تنسجم فيه مع النسق، وكيف له أن يقبل بتمردها الصارخ عن النماذج الجاهزة، وهو ما يجعله يصفها بأنها متمردة ماردة…
نعم أيها المجتمع تلك المرأة متمردة وماردة، وغير مبالية بنظراتك الرجعية، ولا مستسيغة لتحكمك المتهور. فهي ليست عجينا تصنع منه مربعات أو مكعبات.