
محمد نشوان/ مكتب مراكش
نجاة أعتابو واحدة من مبدعي الموسيقى الشعبية المغربية، سواء على صعيد كتابة الكلمات، أو التلحين، أو الغناء بلهجتها الفريدة والقوية.
ألقت الضوء في إصداراتها على قضايا المرأة المغربية المعاصرة، وتناولت مواضيع متعددة و متنوعة مثل العنف الأسري والتمييز الاجتماعي لنساء المغرب خاصةً القرويات، في إصدارات مثل صابرة والمدونة وجوني مار.
أطلقت نجاة أعتابو سنة 1992 ألبومًا جديدًا من كتابتها وألحانها وغنائها، قدمت فيه أغنية هاذي كذبة باينة التي حكت فيها عن الخيانة الزوجية، ولاقت رواجًا لافتًا في منطقة شمال إفريقيا. و صورت الكليب في العاصمة الفرنسية، لترسم معالم صورة فنية مميزة، بغنائها الفريد على موسيقى شعبية مغربية أمام برج إيفل.
بعدها بسنوات كانت فرقة the chemical brothers الموسيقية في صدد التحضير لألبومهم Push The Button، عندما اكتشفوا هاذي كذبة باينة وقرروا بدون إذن الاستحواذ على مقاطع منها، فاز الإصدار بجائزة الجرامي عن فئة أفضل تسجيل راقص سنة 2006 دون الإشارة إلى حقوق ملكية اللحن المغربي الأصيل.
و امام هذا الانتهاك الصريح لصاحبة الإصدار الأصلي، خاصة وأنه لم يكن مجرد استلهام أو استعانة بنوتات موسيقية، بل كان تعديًا واضحًا على جوهر صناعة اللحن. لم ترضى نجاة أعتابو التي عُرفت بتاريخها النضالي الطويل بالسماح لهذه السرقة بأن تمر، بل خاضت معركة قانونية استمرت لأكثر من عشر سنوات بعد أن رفعت قضية في المحكمة.
و في سابقة من نوعها فازت نجاة أعتابو على فرقة the chemical brothers. وتم الاعتراف بها كمساهمة أولى في الأغنية، لتحصل على حقوق التوزيع ومقابل مالي عند كل مرة يتم تشغيلها في مهرجان أو على الراديو والتلفزيون. كما تم إدراج اسمها على كافة المنصات الموسيقية في النسخة النهائية لـ Galvanize.
و قد أتى هذا الفوز لتذكير الفنانين والمنتجين بالتأكد من الحصول على إذن قبل استخدام عمل فنان آخر، وأعطى أهمية احترام المبدعين الأصليين للعمل الفني والاعتراف بمساهمتهم.