شوق لزمن المطر
مكتب سيدي قاسم/ عبد الإله بلفقيه
اشتقنا لعويل الريح و هي توقع طوال الليل نغما على الأسقف و صفيرها يزمجر
فتتمايل لها الأشجار و تصدر أوراقها حفيفا حلوا يلهم على الشعر
و ترى لمعان البرق يضيء ارجاء البيت يتبعه هزيم رعد منفجر
تهتز له الجدران فتخالها ستتهاوى و على رؤوسنا ستنكسر
و لا نسمع إلا نباح كلاب مذعورة تبحث عن مأوى يقيها قطرات المطر
و فيق الدجاج المفزوع يحاول تدثير صيصانه (فراخه ) من بلل القطر
لا يقطعه إلا نواح بوم ،فنهابه و بالخوف و الفزع نشعر
فتبدأ قطرات الشتاء تتهاطل فنطل من النوافد بين فرحة وذعر
فتتطاير أوراق الكتب المدرسية فتنهرك أمك أغلق النافذة، و بسرعة تأثمر
بعد لحظات تنساب السيول في الدروب مكونة جداول تغذي النهر
فيمتلئ الزقاق مياها و وحلا، و بهما من كل جانب ينغمر
كأنه طوفان تتلاطم أمواجه او كأنه لجة في البحر
تتتسابق السيول بسرعة نحو المنحدر لتعانق حضن النهر
تنهار بعض الجدران المشيدة من التراب و ليس بها حجر
فيهب الشباب لنجدة المتضررين متطوعين في لمحة البصر
كأنهم قوات التدخل السريع يعملون بشهامة للنجدة و بكل بفخر
رغم بعض الخسائر تجد الكل فرحا منتشيا و بتطوعه يفتخر
وفي الصباح يتبادل الناس التبريكات و يكترن لله من الحمد و الشكر
أين ذلك الزمان نتمنى عودته فمنه ينتفع الناس و معه كل الخير