أخباراقتصاددوليوطني

من تعزيز الإنتاج المحلي إلى قيادة صناعة الطيران والسيارات….صنع في المملكة المغربية

سماح عقيق/ مكتب مراكش

يشكل شعار “صُنع في المغرب” المحور الرئيسي لاستراتيجية الصناعة الوطنية، حيث تسعى المملكة المغربية إلى تعزيز الإنتاج المحلي وتحقيق السيادة الصناعية، تلبية لاحتياجات المواطنين، وتحسين تنافسية القطاع الصناعي عبر استراتيجيات فعّالة في مجال خفض الكربون.

تتجه المملكة نحو تطوير صناعات رئيسية تتسم بالاستدامة والابتكار، حيث تركز على تجاوز التحديات المتعددة وتعزيز القدرة التنافسية للشركات المغربية من خلال سياسات نشطة. يسعى المغرب إلى دمج الصناعة في النطاق العالمي، وخلق شراكات قوية مع الدول المتقدمة وكذلك الدول النامية في أفريقيا. ويعكس النجاح في إبرام اتفاقيات تجارة حرة مع أكثر من 100 دولة، والتي تتيح الوصول إلى سوق يضم أكثر من 2.3 مليار مستهلك، استمرار المملكة في تعزيز استراتيجيتها التنموية وفقاً للنموذج الجديد للإنماء والبرنامج الحكومي.

تعتبر الاستراتيجية الوطنية “صُنع في المغرب” بمثابة استجابة حيوية لمتطلبات المواطنين، حيث تشمل مجالات حيوية مثل الأمن الغذائي والصحي، والسيادة الطاقية، والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، وهو توجه ملائم خاصة بعد أزمة كوفيد-19.

تُعرَف المملكة بجودة منتجاتها الحرفية، إضافة إلى تميزها في قطاع المنتجات الغذائية بفضل شركة OCP التي حققت شهرة عالمية في مجال الأسمدة الزراعية. كما يبرز المغرب بشكل متزايد في صناعة قطع الغيار للسيارات والطائرات، حيث يسعى إلى تعزيز مكانته في هذه المجالات.

منذ عام 2005، تم تحديد سبعة قطاعات صناعية كمجالات ذات أولوية، بما في ذلك قطاع الأوفشورينغ، السيارات، الطيران الإلكترونيات المتخصصة، الأغذية المنتجات البحرية، والنسيج. ويهدف النموذج الجديد للتنمية إلى استبدال المنتجات المستوردة بمنتجات محلية، مما يعزز سرعة التنمية الصناعية وخلق فرص العمل.

في مجال الطيران، يحتل المغرب المرتبة العشرون عالمياً، ولديه القدرة على إنتاج أي قطعة طائرة، وقد طور خبرة كبيرة في هذا المجال، وقد شهدنا مؤخراً افتتاح موقع إنتاج متخصص في تصنيع قطع حساسة من محركات الطائرات، حيث تُصنَّع فقط في خمس دول على مستوى العالم، يطمح المغرب في المستقبل إلى تصنيع طائرة كاملة بحلول عام 2030، وهو هدف سيحدث تحولاً كبيراً في الصناعة الوطنية.

من جهة أخرى، يبرز قطاع السيارات في المغرب كقطاع واعد بفضل زيادة الصادرات والاستثمارات الكبيرة في تصنيع البطاريات للسيارات الكهربائية، يسعى المغرب إلى بناء سلسلة إنتاج متكاملة لضمان مستقبل صناعي مزدهر، وتعزيز موقعه كمركز إقليمي في قطاعات الطيران والسيارات.

ولحماية الصناعة الوطنية من المنافسة الشديدة، اتخذت المملكة تدابير لحماية القطاع من التهديدات الناتجة عن الواردات غير القانونية.

تعد عملية خفض الكربون من أهم الأدوات لتحسين التنافسية الصناعية، حيث يضع المغرب نفسه بين الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة بفضل استراتيجيات طاقة متجددة فعالة، هذه الاستراتيجية تمنح المغرب ميزة تنافسية كبيرة عبر تقديم طاقة نظيفة بتكلفة منخفضة، مما يعزز تطوير صناعة وطنية خالية من الكربون.

يسعى المغرب من خلال هذه الاستراتيجيات إلى خلق بيئة صناعية مستدامة ومنافسة، تعزز من قدراته وتدعم النمو الاقتصادي في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock