هيئة التحرير
شهد قطاع السياحة المغربي في الأشهر الأخيرة طفرة غير مسبوقة، حيث استقبلت المملكة 2.6 مليون سائح خلال أشهر يونيو ويوليوز وغشت، مسجلة زيادة بنسبة 20% مقارنة بالعام السابق. وأكدت وزيرة السياحة، فاطمة الزهراء عمور، أن جميع المؤشرات تشير إلى تحقيق نتائج إيجابية، على الرغم من أن البيانات النهائية لا تزال قيد التجميع.
وتعكس هذه الأرقام التأثير الإيجابي الواضح للقطاع السياحي على الاقتصاد المغربي من خلال خلق فرص عمل وتنمية المناطق المحلية وتحفيز النمو الاقتصادي العام. ويعزى هذا النجاح جزئيًا إلى عودة المغاربة المقيمين في الخارج خلال عطلاتهم الصيفية، حيث شارك العديد منهم في عملية “مرحبا” التي تسهل عبور المضيق بين المغرب وأوروبا.
ومن بين المناطق التي شهدت نموًا ملحوظًا، سجلت منطقة سوس-ماسة زيادة بنسبة 8% في عدد الليالي السياحية و4% في عدد الوافدين، بينما حقق الشمال، بما في ذلك طنجة وأصيلة والمضيق-الفنيدق، زيادة بنسبة 12% في الليالي و11% في الوافدين. كما حققت مدينة مراكش، إحدى الوجهات الأكثر زيارة في البلاد، نموًا بلغ 6% و8% على التوالي.
أما منطقة الداخلة-وادي الذهب، فقد شهدت نمواً لافتاً بنسبة 32% في عدد السياح بفضل استثمارات كبيرة في البنية التحتية والرياضات البحرية التي أصبحت تجذب المزيد من الزوار، رغم بُعدها عن المدن الكبرى الأخرى.
وفي إطار مساعيها لزيادة هذه الأرقام، قدمت الوزيرة عمور برنامج “كفاءة”، الذي يسعى إلى تعزيز القدرات البشرية في القطاع السياحي وتطوير مهارات العاملين. يستهدف البرنامج الحصول على 1100 شهادة سنويًا لدعم توظيف الكوادر في مجالات الضيافة والمطاعم والفنادق، مع التركيز على تحسين جودة الخدمات والتدريب المهني.
وتتطلع المملكة إلى تحقيق طموح كبير يتمثل في استقبال 26 مليون سائح بحلول عام 2030، مما سيضع المغرب بين أكثر عشر دول جذبًا للسياح عالميًا. ومن المتوقع أن يسهم البرنامج في خلق أكثر من 7500 فرصة عمل جديدة خلال العامين المقبلين.
يهدف البرنامج أيضًا إلى تعزيز التعاون بين وزارة السياحة والكونفدرالية الوطنية للسياحة لضمان تحقيق أعلى معايير التدريب والتأهيل في القطاع. وقد أكدت الوزيرة عمور أن الاستثمار في الموارد البشرية هو ركيزة أساسية للنهوض بقطاع السياحة، من خلال توفير بيئة عمل تضمن مستوى معيشي لائق للعاملين.