انطلقت فعاليات الدورة الرابعة والعشرون للمهرجان الوطني للفيلم المغربي تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الجمعة 18 أكتوبر 2024 بقصر الثقافة والفنون بطنجة، كفعل ثقافي يعرض لآخر ما أتنجه العقل السينمائي المغربي ذكورا وإناثا من مخرجين ومنتجين ومن رافقهم في التشكيل السينمائي المغربي. هذا التشكيل الذي يعتبر رصيدا ثقافيا في الساحة المغربية. وقد استرجع المهرجانيون من خلال فيديو بعض فقرات أنشطة السنة الماضية.
وبعد النشيد الوطني، اعتلت الخشبة مجموعة من الشخصيات لافتتاح الدورة الجديدة في مقدمتهم السيد عبد العزيز البوجدايني مدير المركز السينمائي المغربي بالنيابة بكلمة ذكر فيها باهتمام المؤسسة الرسمية بالحقل السينمائي عن طريق التركيز على العرض السينمائي من خلال اعداد 150 قاعة والحفاظ على التراث السينمائي الوطني مراعيا في ذلك البعد التنموي والمجال، وكذلك اعتماد سياسة الانفتاح والبعد الثقافي والتعايش. وركز في الأخير على الاهتمام بالفئة الشابة كطاقات من اجل جيل جديد ولتعزيز العلاقة بين السينما والجمهور.
وفي كلمته ذكر عمدة طنجة بأهمية المدينة وطنيا ودوليا خاصة وأنها قد أصبحت ضمن المدن المبدعة في العالم، مذكرا انها تملك كل المقومات التي تجعلها كذلك، من هذا المنطلق فهو يرحب باسم ساكنة المدينة بكل الطاقات الفاعلة والراغبة في التصوير السينمائي بها، كما نبه في الأخير انه تقرر وضع اسم نور الدين الصايل على أحد شوارع طنجة الى جانب بناء منشئات ثقافية 10 مرات خلال السنوات المقبلة.
ويستمر حفل الافتتاح بفقرة التكريم ضمن سياسة ثقافة الاعتراف التي اعتاد المهرجان القيام بها كل بتكريم المخرجين والتقنيين والممثلين وغيرهم من الفنانين المغاربة، يأتي الدور هذه السنة على فعاليتين في فضاء التمثيل والتشخيص.
التحقت الممثلة صفية الزياني بالمنصة رفقة ابتها سلمى تحت تصفيقات الجمهور واقفا وزغاريد النساء لنستمع الى كلمة في حقها من طرف الفنان عبد الكبير الركاكنة والتي لخص فيها حياة الفنانة صفية او ماما صفية كما يصفونها وهي من الرعيل الأول لتصبح مدرسة في التمثيل. لقد كافحت وناضلت كما يقول الركاكنة بكل ما تملك من اخلاص وحب خدمة للفن مما جعلها تعتبر من صناع الفرجة والفرح والجمال وقبل تسلمها للدرع من مدير المركز ذكرت في كلمة قصيرة ومعبرة عن فرحها بهذه الالتفاتة مذكرة بأصل اسم مدينة طنجة (طنجيس) من خلال قصة سردت جزءا منها.
بهذا الفخر التكريمي يأتي دور الممثل المراكشي في الالتفاتة السينمائية محمد الشوبي الممثل والكاتب. تناول الكلمة في حقه الكاتب والناقد مصطفى النحال مذكرا ان حياة هذا الفنان مليئة بالمواطنة والشعور الوطني، لقد بدأ حبه للفن بمدينة مراكش مما ساعده على الاحتكاك بتجارب مسرح الهواة، وفي 1988 سيتجه الى المسرح الاحترافي تشخيصا وإخراجا الى جانب الكتابة والقراءة والمناقشة فهو دائم البحث يضيف مصطفى النحال، وصاحب ثقافة مسرحية وسينمائية واسعة، الى جانب كونه منشغل بقضايا الوطن وعينه على المجتمع الى جانب عطائه الادبي بمجموعة قصصية. له إحساس بالمسؤولية في التعبير عن رأيه في مختلف المجالات.
وقبل تسلمه درع المهرجان من طرف يوسف برطيل مستشار وزير الشباب والثقافة والتواصل أخد المعني بالأمر كلمة جد قصيرة عبر فيها عن التطور الحاصل في الحقل السينمائي متمنيا المزيد من العطاء في هذا الحقل الفني الراقي مؤكدا في نفس الوقت انه لازال يعطي وسيعطي وقدم التقدير لزوجته التي رافقته بكل امكانياتها ليتعافى من المرض.
وفي ختام الافتتاح تم تقديم لجن التحكيم التي ستقوم بتحديد الفائزين في مختلف المجالات والانواع الفيلمية وهي لجنة تحكيم أفلام المدارس ولجنة تحكيم الأفلام الوثائقية الطويلة ولجنة تحكيم الأفلام الروائية والوثائقية القصيرة وكذا لجنة الفيلم الروائي الطويل الى جانب لجنتي النقد والأندية السينمائية التابعة للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب. ويكون بذلك عدد الجوائز يكون قد وصل الى 24 جائزة تتراوح قيمتها بين 200000.00 و3000.00 درهم للجائزة الواحدة.
حضر هذا الحفل السينمائي عدد كبير من المهنيين والنقاد والسينمائيين والصحافيين وسكان مدينة طنجة في تلك المعلمة الفنية المسماة قصر الثقافة والفنون على مشارف البحر، والتي تضم مجموعة من القاعات المتعددة منها قاعة العرض الكبرى وقاعة كاب سبارطيل وقاعة طنجيس وقاعة المحاضرات.
المنافسة ستكون حادة بين الأفلام المتسابقة مما يجعل لجن التحكيم في محك النقاش والقرار الصعب. لكن الفرجة والابداع هو ما يحتاجه جمهورنا العزيز حتى تتحقق المصالحة المنتظرة بين السينما وموردوا القاعات السينمائية.
