
مراكش – عبدالغني بنطاهر
أبرزالدكتور الصيدلاني المغربي طارق غفلي أن إصدار قرار وزاري لتطبيق وصفة طبية مؤمنة بات ضروريا من أجل منع استعمال بعض الأدوية خارج مجالها الطبي، مثل مادة الكوديين.
وأوضح أنه على خلاف الوصفة العادية، فإن الوصفة المؤمنة يستحيل تزويرها، مضيفا في حديث ل يسبريس تيفي 7 أن المغرب اتجه فقط لتطبيق صارم لصرف هذا الدواء حصريا في الصيدليات ومنع جميع أشكال الصرف خارج المسار القانوني، في الوقت الذي فرضت دول أخرى مثل فرنسا هذه الوصفة الطبية المؤمنة.
وأشار الى أنه طيلة عقود كانت مادة الكوديين تستعمل لعلاج مرضين على الخصوص هما السعال الجاف، والآلام، وهي مثل سائر الأدوية لها دواعي وموانع الاستعمال.
وأوضح أنه بالنسبة للسعال الجاف فهي تستعمل بجرعة خفيفة جدا في الشراب أو المعلقات مع خليط من مستخلصات نباتية طبيعية، لكن يجب أن يكون فعلا السعال جافا، لأنه ان كان السعال بكتيريا غير جاف فإنه يعطى له شرابا لا يوقف السعال بل يساعد في تخليص الرئة من الإفرازات المخاطية.
وأكد أن استعمال الكوديين يوقف السعال ويؤدي الى بقاء المخاط في الرئتين وتأخر العلاج. كما يستعمل أيضا لعلاج الآلام المتعددة ومنه صداع الرأس لكن لا يكون الكوديين مادة وحيدة بل مرتبطة غالبا بالباراسيتامول.
وتفاديا للاستعمال المفرط فقد حددت المنظمات العالمية الصيدلية الجرعة القصوى للقرص في 40ملغ، وهي تعتبر عشر الجرعة القصوى.
وأشار الدكتور الصيدلاني أنه قبل ثلاث سنوات أخترع عدد من الشباب الفرنسيين المدمنين على المخدرات والكحول وسائر المخدرات غير القانونية، خلطات جد خطرة بمختلف المخدرات والكحول، مع مادة الكوديين، لكن لديهم مشكل وهو أن مادة الكوديين غير متاحة على شكل مادة خام، فالأقراص الدوائية تحتوي على 20 إلى 30 ملغ للقرص أي 4٪ من وزنها، وهذا يعادل ملعقة سكر في10 لتر من الماء، لكنهم وجدوا طرقا كيميائية لاستخلاص الكوديين لكن مخلوط بتلك المواد الكيميائية الخطرة وتحقن مباشرة في الوريد.
وأضاف المتحدث أن أغلب أولئك الشباب ماتوا بفعل التعفنات البكتيرية جراء الحقن غيرالمعقم، والتسممات بفعل تلك المواد الكيميائية، بالإضافة الى تعاطي المخدرات والكحول اضافة الى الكوديين أدى ذلك الى جرعات زائدة أدت الى توقف القلب، فخرج قرار من وزارة الصحة الفرنسية بمنع الصيدليات من جهة والأطباء من جهة أخرى وصف مادة الكوديين الأقراص إلا بوصفة طبية مؤمنة وليس بوصفة طبية عادية.