قفة رمضان … حين تجتمع السياسة والمال والإحسان العمومي

المصطفى الوداي
يبدو أن توزيع القفف ارتبط بشكل كبير بالشهر الفضيل وهي مبادرة تعود لجلالة الملك محمد السادس، ومن خلالها كان يستهدف الأسر المعوزة لتقديم مساعدات عينية تكفيها عن السؤال في أيام رمضان
ليشكل توزيع القفف بعد ذلك نشاطا أساسيا للمجالس المنتخبة والجمعيات ، ويتحول الهدف النبيل الى طريقة للتقرب من السلطة من طرف أشخاص معنويين وأشخاص ذاتيين وأسلوب لاستغلال الفقر والهشاشة واعتماد منطق قفة رمضان تساوي صوت انتخابي ووسيلة توصل الى المجلس الجماعي أو حتى الى البرلمان
الإعتماد على هذه الطرق للوصول الى أهداف زاغت عن العمل الإنساني والتضامن مع الطبقة الهشة يمكن ان يكون مستساغا، لكن أن يصبح أسلوبا معتمدا من طرف أحزاب مسؤولة عن تسيير دواليب الحكم، فهذا يتنافى مع الحياد الذي يجب ان يتحلى به المسؤول السياسي، لأن السياسة لاتجتمع مع الإحسان العمومي
لكن رئيس الحكومة له رأي آخر حينما خرج يدافع عن مؤسسة جود دراع الإحسان العمومي لحزب الحمامة، حيث اعتبر ما تقوم به جود هو يندرج في إطار العمل الخيري والإنساني ودعم المواطنين
وهي صورة سلبية عن المشهد السياسي في بلد يسعى الى تكريس مبدأ الديمقراطية
فدور السياسي ليس الإنخراط في العمل الخيري والإحسان العمومي ولكن عمله يندرج في خلق تنمية اقتصادية تساعد على خلق مناصب الشغل وتوفر للمواطن العيش الكربم، ووضع سياسات عمومية لتحسين وضع المواطن المغربي، ومحاربة الهشاشة والفقر
لذا لايتناسب مزج ممارسة السياسة مع الإحسان العمومي، لأنه يؤثر سلبا على التنمية الإقتصادية ، إذا أضفنا إليهما تضارب المصالح و كمثال صارخ محطة تحلية المياه بالبيضاء وتكييف القوانين حتى تمر الصفقة بسلاسة
لأختتم بمقولة ابن خلدون إذا تعاطى الحاكم إلى التجارة فسدت السلطة وفسدت التجارة