الشعب المغربي يحتفي بالذكرى 67 لانتفاضة 20 غشت 1955 ضد الاستعمار الفرنسي
عبد اللطيف شعباني
يحتفي الشعب المغربي قاطبة ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومـة وجيش التحرير بالذكرى الـ67 لانتفاضات ومظاهرات المدن ضد الوجود الاستعماري، من أجل تحرر الوطن والعودة الشرعية لبطل التحريـر والاستقلال جلالة المغفور له الملك محمد الخامس من المنفى.
وقد أشادت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بهذه الذكرى المجيدة، نظرا لما تجسده من تضحيات ونكران للذات لرجال ونساء وشباب، هبوا للدفاع عن حرية واستقلال الوطن.
و ستظل مدونة بمداد الفخر والإعجاب على صفحات من التاريخ الوطني ؛ ومنقوشة بأحرف من ذهب الوطنية والمواطنة الصادقة في الذاكرة المحلية والجهوية والوطنية.
ويعتبر هذا الحدث المتجذر في تاريخ المنطقة والمزين بأبهى صور التلاحم الوثيق والوشائج القوية التي تشد منذ قرون خلت الشعب المغربي الأبي بالعرش العلوي المجيد ، منبعا لا ينضب للقيم الوطنية تغترف من معينه الفياض الناشئة والأجيال الحاضرة والمتعاقبة.
فقد شارك كل المغاربة بكل شجاعة وإقدام في معركة التحرير والاستقلال ، مسترخصين الغالي والنفيس في سبيل عزة الوطن وكرامته، و مدافعين عن مقدساته وثوابته ، مستنكرين إقدام السلطات الاستعمارية في 20 غشت 1953 على نفي بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني ، وسائر أفراد الأسرة الملكية ، ومتصدين بكل استماتة لهذه المؤامرة التي كانت الإقامة العامة تستهدف منها المس بالعروة الوثقى، التي تربط العرش بالشعب ، وإخماد جذوة الروح الوطنية المتأججة في نفوس المغاربة.
حيث وقف المغاربة وقفة رجل واحد، معلنين انخراطهم التام والفاعل في العمل الفدائي ، ومسجلين مشاركتهم الفعالة في الانتفاضات الشعبية التي شهدتها كل المناطق ، وفي طليعتها ثورة 19 و20 غشت 1955 التي تزامنت حينها مع الذكرى الثانية لنفي بطل التحرير والاستقلال، فانتفضوا في حماس قل نظيره، نساء ورجالا شيبا وشبابا، هاتفين مرددين شعارات المطالبة بالاستقلال وبعودة رمز الأمة من المنفى إلى أرض الوطن غير آبهين بالتدخلات العنيفة والوحشية لجيش المستعمر ؛و الذي جند كل إمكانياته من جنود وعتاد عسكري لتفريق المتظاهرين، الذين سقط منهم عشرات الشهداء ملبين نداء ربهم ومئات الجرحى والمعتقلين.
وفي زخم هذه الأحداث والسير على درب النضال، تعزز هذا المسار الكفاحي بانطلاق عمليات جيش التحرير في غمرة ثورة عارمة كان النصر حليفها، عجلت بالعودة الميمونة والمظفرة للملك المجاهد جلالة المغفور له محمد الخامس بمعية رفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني والأسرة الملكية الشريفة إلى أرض الوطن في 16 نونبر 1955 معلنا انتهاء عهد الحجر والحماية و سطوع شمس الحرية والاستقلال.