
مكتب العطاوية
في حادث مأساوي هزّ دوار النميرات بجماعة واركي، التابعة لإقليم قلعة السراغنة، لفظ شاب في الثلاثينات من عمره أنفاسه الأخيرة، يوم الجمعة 2 ماي 2025، بعد إصابته بداء السعار القاتل، نتيجة عضة كلب مسعور تعرّض لها خلال أواخر شهر رمضان الماضي، بينما كان يزاول عمله بأحد الحقول الزراعية بالمنطقة المعروفة محليًا بـ”الحدرة”.
الضحية، الذي لم يُعِر للعضة أي اهتمام في البداية، واصل حياته اليومية بشكل عادي دون أن يخضع لأي علاج أو لقاح وقائي. وبعد أسابيع، بدأت تظهر عليه أعراض خطيرة كضيق التنفس، رهاب الماء، والاختناق، مما استدعى نقله بشكل مستعجل إلى مستشفى بمدينة مراكش، حيث أكدت الفحوصات إصابته بداء الكلب في مرحلة متقدمة، فارق على إثرها الحياة بعد ساعات من وصوله.
وفور انتشار الخبر، استنفرت المندوبية الإقليمية للصحة كافة أجهزتها، حيث انتقل طاقم طبي وتمريضي بشكل عاجل إلى عين المكان، بإشراف مباشر من المندوب الإقليمي، وبتعليمات صارمة من عامل إقليم قلعة السراغنة. كما حضرت عناصر الدرك الملكي، القوات المساعدة، والسلطة المحلية لتأمين محيط التدخل.
وأكدت مصادر خاصة للجريدة أن التدخل الطبي شمل تلقيح جميع أفراد أسرة الضحية، وكل من يُشتبه في مخالطته، إضافة إلى اتخاذ احتياطات احترازية شملت تلاميذ المدارس العمومية القريبة من مقر سكن المتوفى، في خطوة استباقية لتفادي أي انتشار محتمل للعدوى.
ويُعد داء السعار من أخطر الأمراض الفيروسية المعروفة، إذ يؤدي غالبًا إلى الوفاة في حال لم يُعالج مبكرًا. وهو ما يسلط الضوء مجددًا على ضرورة الوعي بخطورة عضات الكلاب، خصوصًا الكلاب الضالة أو غير المعروفة المصدر، مع التشديد على أهمية الإسراع إلى أقرب مركز صحي لتلقي العلاج الوقائي.
وتبقى اليقظة والاحتياط من الوسائل الأساسية لحماية الأرواح، في ظل الانتشار المتزايد للكلاب الشاردة بعدد من المناطق القروية، والتي تتطلب تدخلًا عاجلًا ومنسقًا من مختلف المتدخلين للحد من خطرها على الصحة العامة.