انسحاب جماهير تطوان.. قرار أنقذ القنيطرة من أحداث عنيفة

شهد ملعب القنيطرة، مساء أمس، أحداثا مؤسفة كادت أن تتحول إلى أحداث عنيفة لولا قرار جماهير المغرب التطواني الانسحاب الجماعي، والذي ساهم في احتواء الوضع المتوتر.
وبدأت الأجواء تتسم بالاحتقان منذ اللحظات الأولى لدخول قرابة 400 مشجع تطواني إلى المدرج الشمالي، حيث انطلقت شرارة السب والشتم بمجرد دخول اللاعبين إلى أرضية الملعب.
وبحسب شهود عيان، كانت جماهير تطوان المبادرة إلى الاستفزاز، الأمر الذي أدى إلى تصعيد التوتر وتحول الملعب إلى ساحة للتهديدات المتبادلة بين جماهير الفريقين.
وأفادت المصادر ان السلطات الأمنية تدخلت في وقت مبكر لمنع بقية مشجعي تطوان من دخول الملعب، وهو ما زاد من حالة الغضب والاحتقان خارج أسواره، لتندلع على إثر ذلك أعمال شغب في محيط الملعب.
ودفع هذا الوضع الجماهير التي تمكنت من الدخول إلى الانسحاب تضامنا مع رفاقهم الذين ظلوا عالقين بالخارج.
ورغم العدد المحدود للمتواجدين داخل المدرجات، إلا أن الأجواء لم تخل من التوتر، إذ سجلت بعض الاستفزازات الإضافية، حيث أفادت المصادر ذاتها أن قرابة 10 من مشجعي تطوان تعمدوا استفزاز الجماهير العسكرية بعبارات مثيرة قبل أن يلقوا شعلة نارية (فلامة) كادت أن تصيب أحد اللاعبين.
وفي تصريح إعلامي، أكد مسؤول أمني محلي أن السلطات تمكنت من السيطرة على الوضع بفضل التنسيق الميداني، وقرار الجماهير بالانسحاب ساهم بشكل كبير في تجنب الأسوأ، مشددا على ضرورة احترام القوانين داخل وخارج الملاعب، وداعيا الجميع إلى التحلي بالروح الرياضية
من جهته، عبر مسؤول في إدارة المغرب التطواني عن أسفه مجددا التأكيد على أن الرياضة يجب أن تبقى في إطار التنافس الشريف.
وطالب بفتح تحقيق في ملابسات المنع والتعامل الأمني خارج الملعب، حرصا على حقوق جماهير النادي وسلامتهم.
وأجمع متابعون على أن قرار الانسحاب كان خطوة حاسمة جنبت الجميع سيناريوهات أكثر خطورة، خاصة في ظل الاحتقان الشديد الذي ساد الأجواء طوال المباراة.
وأكدوا أن دخول باقي جماهير تطوان بكامل العدد، واستمرارهم في المدرجات حتى نهاية اللقاء، كان سيؤدي إلى مواجهة عنيفة بين الطرفين.
ويثير هذا الحادث من جديد قضية التعصب الرياضي، التي باتت تتخذ أبعادا خطيرة بين جماهير بعض الأندية الوطنية، خصوصا بين المغرب التطواني والجيش الملكي، حيث تحولت المنافسة الرياضية إلى ما يشبه العداوة المستحكمة، مع تجدد مسلسل التوترات منذ الموسم الماضي.