
مكتب أكادير / هشام الزيات
في مشهد كروي سيبقى محفورا في ذاكرة الجماهير، سطر فريق أولمبيك الدشيرة واحدة من أروع فصوله الرياضية، بتتويجه المستحق بلقب كأس التميز بعد فوزه على اتحاد التواركة في نهائي نظم بمدينة الدار البيضاء، لم يكن الإنجاز عاديا، بل جاء كتتويج لمسيرة استثنائية جمعت بين الحلم، والعمل، والوفاء، في قصة فريق رفض الاستسلام واختار أن يكون بين الكبار .
تحقيق الصعود إلى القسم الأول من البطولة الوطنية الاحترافية لم يكن محطة نهاية، بل بداية حقيقية لمسار جديد، أراد من خلاله الفريق أن يثبت أن نجاحه لم يكن محض صدفة، بل ثمرة تخطيط طويل الأمد وإرادة لا تلين، الفوز بالكأس في موسم الصعود ليس مجرد إنجاز مزدوج، بل هو إعلان قوي بأن أولمبيك الدشيرة قادم ليصنع المجد، لا ليكتفي بالمشاركة .
هذا التفوق لم يكن ليحدث لولا العمل الجماعي، والانسجام العميق بين كافة مكونات النادي من لاعبين متعطشين للنجاح، إلى طاقم تقني وإداري ظل يعمل في صمت، مرورا بجماهير آمنت بالفريق منذ البدايات، وظلت وفية حتى في أصعب اللحظات، فريق أولمبيك الدشيرة، بكل مكوناته، قدم درسا في الإصرار على الحلم، وتحويله إلى حقيقة تدون في سجلات التاريخ الرياضي المغربي .
الفضل في هذه القفزة النوعية ينسب بدرجة كبيرة إلى الرئيس “الحاج افلاح” الرجل الذي رافق النادي في محطات الصعود والهبوط، وكان دائم الإيمان بقدرة الفريق على تحقيق المستحيل، إلى جانبه، تبرز أسماء لامعة في الإدارة مثل السيد “الزيتوني” نائب الرئيس، الذي كان صمام أمان حقيقي في التسيير، ومثالا في الكفاءة والالتزام .
ولا يمكن إغفال العطاءات الكبيرة لكل من “محمد أومريبط” و”مبارك الدهموش”، الوجوه التي ظلت تشتغل بإخلاص من وراء الستار، حاملة هم الفريق بكل أمانة وشغف، هؤلاء وغيرهم من “جنود الخفاء” شكلوا الدعامة الأساسية التي بني عليها صرح النجاح .
أما على مستوى الإدارة العامة، فقد برز اسم عذري، المدير العام، كأحد العقول التنظيمية التي ساهمت في خلق بيئة مهنية مستقرة، تحفز على العطاء وتحفظ للاعبين والطاقم كل مقومات النجاح، وفي الميدان، كان المدرب اللويسي هو القائد الحقيقي، الذي نجح في تكوين مجموعة متماسكة، تلعب بروح الفريق وتجيد قراءة الخصوم وتؤمن بقدرتها على الفوز .
كأس التميز لم تكن مجرد تتويج بلقب، بل كانت تتويجا لمسار طويل من الكفاح، وولادة لفريق جديد بروح الكبار وطموحات لا تعرف حدودا، وما أجمل أن يأتي هذا اللقب في موسم الصعود، ليؤكد أن أولمبيك الدشيرة ليس ضيف شرف في دوري الأضواء، بل مشروع رياضي جاد، يمكنه أن ينافس على الألقاب، ويصنع الحدث محليا، وربما يوما ما قاريا .
لقد كتب أولمبيك الدشيرة فصلا جديدا في كتاب المجد، عنوانه: من الحلم إلى الحقيقة.. ومن القسم الثاني إلى القمة، وها هو اليوم يقف شامخا، يحمل كأس التميز، ويرسم ملامح مستقبل واعد، يليق بفريق صنع المجد بعرق أبنائه وإخلاص محبيه، فمن يملك هذا الطموح، وهذه القيادة، وهذه الجماهير، لا يعرف المستحيل .