أخبارثقافة وفن

مهرجان وليلي الدولي يصدح بأنغام التراث العالمي ويكرّم رموزه

محمد طه زنوحي

افتتحت مساء الخميس 3 يوليوز 2025، بالموقع الأثري وليلي قرب مدينة مكناس، فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبمشاركة 50 فنانًا وفرقة موسيقية تراثية من المغرب وخارجه، ضمن تظاهرة فنية ثقافية تحتفي بالتعدد والغنى الموسيقي عبر العالم.

تميز حفل الافتتاح بحضور رسمي وازن، حيث ألقى ممثل وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، كلمة أكد فيها أن تنظيم هذا المهرجان يعكس المكانة الرفيعة التي تحظى بها الثقافة والفنون في الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة، كما يترجم العناية الملكية السامية التي يوليها للجهة ورأسمالها الثقافي والبشري الغني.

وأضاف الوزير أن هذا الحدث الثقافي يشكل تجسيدًا للعمق التاريخي والحضاري للمملكة، وفضاءً للتبادل الفني والحوار الثقافي، مشددًا على حرص الوزارة على صون التعابير الفنية العريقة وتثمينها، في إطار مقاربة شمولية تجمع بين الحفاظ على التراث وتعزيز التنمية السوسيو-اقتصادية والدبلوماسية الثقافية.

شهد حفل الافتتاح عرضًا مميزًا لفرقة “Los Verdaderos” الإسبانية، التي أبدعت في تقديم مزيج ساحر من الموسيقى الغجرية والفلامنكو التقليدي، تلاها عرض فني مشترك قدمه الفنانون محمد الدرهم، نبيل الخالدي، والمعلم باقبو، قبل أن تصدح أصوات فرقة العيساوة بقيادة المقدم عثمان بنمومن، بروحانية الإيقاعات المغربية الأصيلة.

ووفاءً لرواد الفن المغربي الأصيل، تم خلال الحفل تكريم عدد من الأسماء الفنية البارزة، تقديرًا لإسهاماتهم في نقل التراث الثقافي اللامادي والحفاظ عليه، وهم: محمد الدرهم، محمد سعيد المفتاحي، عبد الرحيم العمراني، وعزيزة المكناسية.

تنوع فني من أربع قارات

فعاليات المهرجان تمتد من 3 إلى 6 يوليوز، وتتوزع على عدة منصات أبرزها: الموقع الأثري وليلي، ساحة الهديم، الساحة الإدارية، والمركز الثقافي محمد المنوني. ويشارك في هذه الدورة فنانون من إسبانيا، روسيا، البيرو، السنغال، وكوت ديفوار، إلى جانب فرق مغربية تراثية متنوعة.

تتخلل البرمجة عروضٌ مميزة لمجموعات مثل بنات كناوة، الحضرة الشاونية، كناوة السواني، الفن المصمودي، والطائفة العمراوية المكناسية، فضلًا عن حضور فني لافت لكل من موس ماهر، الداودي، فايزة أطلس، عائشة تاشينويت، مسلم، نادية العروسي، محمد عدلي، زكرياء الغفولي، طهور، ولحسن لخنيفري.

الثقافة في خدمة التنمية

المهرجان، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، بشراكة مع عمالة مكناس، يُعد من بين أبرز التظاهرات الثقافية التي تنسجم مع رؤية الوزارة الرامية إلى حماية وصون التراث الثقافي غير المادي، وتعزيز الانفتاح على مختلف التعبيرات الفنية العالمية.

كما يسعى إلى إبراز الخصائص السياحية والتاريخية للمواقع المحتضنة، وعلى رأسها الموقع الأثري وليلي، المدينة العتيقة لمكناس، منطقة زرهون، ومدينة مولاي إدريس زرهون، مساهمًا في دمج هذه الفضاءات في دينامية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

تكريس ثقافة الاعتراف

تؤكد هذه الدورة على أهمية الاعتراف برواد الفنون المغربية، عبر تكريم من أسهموا في نقل هذا التراث للأجيال، وخلقوا بصمات خالدة في الساحة الفنية، ما يجعل مهرجان وليلي فضاءً يجمع بين الذاكرة، الاحتفاء، والتجديد.

 

يظل مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية حدثًا استثنائيًا يحتفي بروح الأصالة والانفتاح، ويكرّس موقع المغرب كجسر حضاري وثقافي بين الشعوب. وبين سحر الموسيقى وعبق التاريخ، يلتقي الفنانون والجمهور في رحلة تتجاوز الزمن، عنوانها الوفاء للتراث والاعتزاز بالهوية، والانفتاح على تنوع العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock