خطاب الواقعية والصراحة
بقلم ذ / الحسين بكار السباعي/ محام وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان .
ذ/ الحسين بكار السباعي
محام وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان .
إن أية قراءة وتحليل للخطب الملكية ،ولو أنها تأتي بلغة بسيطة وواضحة و ببلاغة خاصة ،تتطلب منا الرجوع إلى مضامين الخطب السابقة وان كل تحليل سليم يجب ربطه بسياق الخطاب الملكي المرتبط بالسياسة الداخلية والخارجية للبلاد ، ذلك أن هناك خيطا رابطا بين جميع الخطب الملكية، وبالتالي فإن أي قراءة لا تأخذ بعين الاعتبار الخطابات السابقة وعزلها عن محيطيها العامين الداخلي والخارجي تبقى قراءة معيبة تزيغ عن الصواب.وخطب اليوم لجلالة الملك ،أصبحت تتميز بالواقعية والصراحة ،وتتماشى والواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه المواطن المغربي ،بل واصبحث تحمل في طياتها رسائل تستحضر طبيعة الظرفية الاستثنائية والدقيقة التي خلفتها تداعيات فيروس كورونا والازمة الناتجة عن الحرب الروسية الاوكرانية وكذا الوضع المميز الذي اصبح يحتله المغرب في المنتظم الدولي وتمسكه في كل معاملاته الخارجية في اطار الخطوط التي رسمها الملك والتي تلزم الاطراف المتعانل معها باستحضار سيادته كخط أحمر لا يمكن تجاوزه .لتبقى معه الخطب الملكية الموجه الى ادعموم الشعب المغربي جديرة بالتحليل والدراسة .
خطاب اليوم بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب ، الذكرى التي يستحضر فيها المغاربة بطولات الاباء والاجداد ،كما يستحضرون فيها قيم التضحية و التعبئة الوطنية ،خطاب لامس سبع نقاط مهمة :
أولها : الاشادة بالولايات المتحدة الامريكية كدولة التي اعترفت بمغربية الصحراء المغربية بغض النظر عن الحكومات الحزبية المتعاقبة، وهو اعتراف يعطي اشارة واضحة لنهاية المشكل برمته.
وثانيها : الاشادة باسبانيا العارفة بالملف من أصوله، والتي اعترفت بان الحكم الذاتي المقترح من المغرب هو الحل الوحيد الذي يمكن اعتماده لانهاء المشكل المفتعل.
وثالتها : الاشادة بدول المجلس الخليجي ودول اليمن ومصر والاردن المساند لمغربية الصحراء.
-ورابعها : الاشادة بالدول الافريقية التي تبنت الاطروحة المغربية، والتي افتتحت 30 قنصلية بالداخلة والعيون.
-وخامسها : الاشادة بالدور الفعال للجالية المغربية في الخارج من مسلمين ويهود لدورهم في دعم بلادهم وقضيته الاولى، وضرورة الاخذ بأيديهم للاستثمار في بلدهم الاصلي وتنميته.
فمغاربة العالم واليهود المغاربة هم ثروة حقيقية يمكن أن يستفيد منها المغرب عن طريق ايجاذ الظروف والمحفزات الضرورية لمساعدتهم على النجاح داخل الموطن الأصلي فهم كفاءات عبرت غير ما مرة عن تشبتها ودفاعها عن الوطن وتوابته ودعم وحدته الثرابية في مختلف المحافل الدولية ، وتشحيع ابناء الوطن المهاحرين على العودة الى الوطن والاستثمار في مختلف المجالات هو ضوء اخضر من حلالة الملك امختلف المسؤولين وخاصة المحالس الترابية والجهوية الى خلق وابداع مختلف المبادرات لتسهيل ولوج هذه الفئات الى مختلف مراكز القرار ومساعدتها على النجاح داخل الوطن.
وسادسها : الاشادة بالمواقف الواضحة للبلدان الاوربية التي تساند الوحدة الترابية للملكة المغربية على شاكلة دولة المانيا ودول اخرى.
– وسابعها : حث الدول الاوربية التي لازالت تعتمد سياسة ، “رجل هنا ورجل لهيه” ، لتتخذ مواقف واضحة لان المغرب لن يتنظرهم ، والاشارة هنا واضحة للرئيس ايمانويل ماكرون ودولة فرنسا .