فاطمة الزهراء قداير: وجه أمازيغي صاعد يجمع بين الفن والثقافة والعمل الجمعوي

مكتب أكادير / هشام الزيات
تعد الفنانة الأمازيغية المغربية “فاطمة الزهراء قداير” من الوجوه الصاعدة في المشهد الفني والثقافي المغربي، حيث استطاعت أن ترسم لنفسها مساراً مميزاً يجمع بين الإبداع الفني، والتألق الأكاديمي، والانخراط المجتمعي النشط .
تنحدر قداير من دوار تاديزا “الشرفاء” التابع لجماعة والقاضي بإقليم تارودانت، ولدت وترعرعت في مدينة إنزكان، وهناك تابعت مراحلها الدراسية بين مدرسة عمر بن عبد العزيز، و إعدادية المنصور الذهبي، وثانوية عبد اله بن ياسين، ونالت شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم، وتتابعت بعد ذلك تكوينات متعددة في مجالات أنظمة الإعلام، المحاسبة، التجارة والتسيير، كما حصلت على إجازة في الفيزياء، وهي حالياً تتابع دراستها في شعبة الاقتصاد والتدبير، ما يعكس شغفها المستمر بالعلم والمعرفة .
وبدأ شغفها بالفن منذ الطفولة، حيث مارست المسرح والأنشطة الثقافية المدرسية، إلى أن قررت سنة 2016 دخول عالم الفن بشكل رسمي من خلال انخراطها في جمعية شباب العهد الجديد للمسرح والسينما، تألقها لم يتأخر، إذ كانت أولى خطواتها أمام الكاميرا سنة 2017 في مسلسل “حكايات خالدة” للمخرج عبد العزيز أوسايح، بعد أن اكتشف موهبتها الفنان القدير رشيد أسلال .
بجانب مسيرتها الفنية، تميزت فاطمة الزهراء بحضور قوي في المجال الجمعوي، حيث تشغل حالياً منصب رئيسة جمعية أمود للمبادرات الاجتماعية والثقافية بأكادير، كما تنتمي إلى أكاديمية مملكة السلام الدولية بألمانيا، والمنظمة المغربية الديمقراطية لحقوق الإنسان فرع تارودانت، و جمعية الحمامة للتربية والتخييم، ودينامية الجندرة والتنمية بجهة سوس ماسة، كما سبق لها أن شاركت سنة 2018 في مسابقة ملكة جمال الأمازيغ، مما أضفى بعداً جمالياً وثقافياً على حضورها الإعلامي .
أما في رصيدها الفني، فقد شاركت في عدة أعمال سينمائية وتلفزية، من أبرزها: الفيلم القصير “الهول نتايري” (2017) للمخرج محمد أعنطري، “بوهيوف” (2018) و”لوساعت أوحليك” (2021) من إخراج أحمد نتاما، عملت كسكريبت في الفيلم السينمائي “النافذة” (2020) للمخرج نور الدين العلوي، كما تألقت في عدد من الأعمال التلفزية مثل: سلسلة “تضامن الأجيال” وسلسلة “كثرة الهم تضحك” ومسلسل “تايدرت الحناء” وبرنامج “مواقف” ومسلسل “بابا علي”
إضافة إلى مشاركتها في برامج الكاميرا الخفية وأعمال أمازيغية أخرى متنوعة .
وتمثل “فاطمة الزهراء قداير” نموذجاً حياً للشابة المغربية الطموحة، التي تنحت طريقها بثقة وثبات، مستندة إلى رصيد ثقافي وأكاديمي وفني غني، وإيمان عميق بدور الفن في خدمة المجتمع والهوية الأمازيغية .



