أخبارمجتمع

إنزكان ما تزال ترزح تحت عبء سوء تدبير قطاع النظافة وعمال الميدان يناشدون السكان

مكتب أكادير / هشام الزيات

 

في مدينة إنزكان، حيث تنبض الحياة من أزقتها وأسواقها الشعبية وشوارعها المزدحمة، يواصل عمال النظافة عملهم الدؤوب في صمت، حاملين رسالة إنسانية سامية مفادها: “نظافة مدينتنا مسؤولية مشتركة”، هؤلاء الجنود المجهولون، الذين يسهرون على راحة السكان وصحتهم، يواجهون يوميًا تحديات صعبة وظروف عمل لا تخلو من المشقة .

 

لكن رغم كل الجهود المبذولة، يشتكي عمال النظافة ومعهم ساكنة عدد من الأحياء بالمدينة من غياب الحاويات المخصصة لجمع النفايات، وهو ما يجعل عملية التخلص من الأزبال مسألة معقدة ومزعجة في الوقت نفسه، فبين الحين والآخر هناك من يضطر لإخراج نفاياته بعد صلاة العشاء، وهناك من يؤجل ذلك إلى الصباح الباكر، وتبقى الأكياس البلاستيكية عرضة للتمزيق من طرف القطط والكلاب الضالة، بل وحتى من قبل الخنزير البري الذي يصعد كل ليلة من ضفاف وادي سوس بحثًا عن الطعام .

 

هذا الوضع لا يسبب فقط مناظر مؤسفة وروائح كريهة، بل يشكل أيضًا خطرًا بيئيًا وصحيًا على الساكنة، خاصة في الأحياء القريبة من الوادي، ومن جهتهم، يناشد السكان السلطات المحلية والجهات المفوضة لتدبير قطاع النظافة بضرورة تنظيم أوقات محددة لجمع النفايات المنزلية، وإخبار الساكنة بمواقيت مرور شاحنات النظافة التي تشتغل أحيانًا في ساعات متأخرة من الليل، محدثة ضجيجًا مزعجًا أثناء نوم الأطفال وكبار السن، كما طالبوا بإرجاع الحاويات التي تمت إزالتها من عدد من الأحياء دون مبرر واضح، وتحميل الشركة المفوض لها مسؤولية هذا التدهور في التدبير .

 

وفي هذا السياق، دعا العديد من المواطنين المجلس الجماعي إلى تعيين مراقبين ميدانيين للسهر على احترام الشركة لبنود دفتر التحملات، وضمان استمرار خدمات النظافة في مستوى يليق بمدينة إنزكان، أما عمال النظافة أنفسهم، فقد وجهوا رسالتهم إلى الساكنة بعبارات بسيطة لكنها مؤثرة: “نحن عمال النظافة نعمل بجد يوميًا للحفاظ على نظافة بيئتكم وصحة مجتمعكم، ونتعرض لمخاطر صحية ونعمل في ظروف صعبة، لكننا نؤدي واجبنا بكل إخلاص، ونطلب منكم ان تقدروا جهودنا وتساهموا معنا في الحفاظ على مدينتنا جميلة ونظيفة” .

 

ولخصوا نداءهم في ثلاث نقاط أساسية: أولها عدم إلقاء النفايات في الشوارع، واستخدام الحاويات المخصصة للنفايات متى توفرت، والحفاظ على نظافة المنازل والمحيط العام، إن نظافة إنزكان ليست مسؤولية عمال النظافة وحدهم، بل هي واجب جماعي يعكس مدى وعي الساكنة وانتمائهم لمدينتهم، مدينة إنزكان جميلة عندما يشارك الجميع في حبها وحمايتها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock