أخبار

طموح شباب لم يتحقق.

اعداد عبدالمجيد الواسيني/مكتب برشيد

كلما ذهبت الى مدينة الجديدة لأخد قسطا من الراحة ،اتوجه الى مقهى الفاضلة الواقعة بحي السلام، والتي تطل على الطريق الحديثة الممتدة مابين المحطة الطرقية ومدخل المدينة .
تمتاز هذه المقهى بالراحة وبالاستقبال الجيد لابن صاحب المقهى السيد ع -ع شاب جميل انيق ذو اخلاق عالية .

وبما ان المقهى خالية من الزبناء كان لزاما أن نتجادب الحديث ،حيث بدأ الشاب يسرد علينا قصة حياته :
بدا حياته مثله مثل جميع الاطفال دخل الى المدرسة ،الا انه توقف عنها ،حيث بدأ يشتغل في جميع الحرف الى ان وصل الى سن الشباب ، فأصبح يفكر ويطمح في الهجرة ، وفعلا سافر الى تركيا قصد التوجه الى المانيا ،الا ان رحلته كانت شاقة وبأت بالفشل ولم يكتب له الاستقرار في بلاد المهجر ،وعاد الى مدينة الجديدة التي نشأ فيها وترعرع .

لتسير مقهى الفاضلة ،التي هي في ملكية ابيه كبير السن.
فهو منذ اربع سنوات وهو يشتغل في تسيير المقهى ،في انتظار انجاز الطريق حسب التصميم الأولي الذي يحادي المقهى لكسب المزيد من الزبناء
الا انه بعد انجاز الطريق تبين انها مخالفة لما جاء في التصميم الأولي ،حيث تم ابعادها عن المقهى والمقاهي الاخرى و بما فيها المنازل المجاورة بمسافة طويلة ،وتم انجازها في منحدر يعيق التنقل الى الجهة التي بنيت عليه المقهى ، كما أن السرعة حددت في هذه الطريق ب 80 كلم /س ،مما يوضح ان لايمكن للمسافر سواء عبر الحافلة أو السيارة التوقف لاخد قسط من الراحة بالمقاهي المجاورة للطريق .
للتذكير ان السلطات المحلية ، لم تفكر في الساكنة ، وفي شباب طموح يصطدم بواقع مر اصبح محاصرا من كل الجوانب والصور تعبر عن ذلك.

فحتى السيدة التي تشتغل مع الشاب بمقهى الفاضلة ،فهي الاخرى متدمرة من الوضع ، بسبب مدخول منعدم من هذه المقهى
اما السيد هشام الذي يجاور مقهى الفاضلة المزداد بسنة 1982له محلين تجارين ،فانه سبق له أن غادر المغرب ليعيش في ايطاليا لمدة 17 سنة ليجمع قسطا من المال، لتأمين حياته حين عودته النهائية ليستقر بالمغرب ، فاشترى سنة 1991 محلين تجاريين بمبلغ 91 مليونا، ليقيم فيه مشروعا تجاريا.
واليوم حينما رأى انجاز الطريق في منحدر ، دون توصيله بطرق فرعية سيعرض محلاته الى كساد تام ،اصيب بخيبة آمال ، حيث اضاع أمواله في مشروع غير مربح سيجعل منه شابا عاطلا عن العمل، عاد الى ايطاليا ليعيش بقية حياته هناك ،واكد لنا أن محلاته التجارية لم تعد ذات قيمة بسبب هذا الوضع وأصبحت تساوي اقل من ثمن الشراء .
اما الشاب ع- ع المسير لمقهى الفاضلة ،لم يبق له سوى اغلاق المقهى ليحال على البطالة .
فطموحات هؤلاء الشباب تصطدم امام عدم تبصر ورأيا السلطات المحلية التي انجزت الطريق بهذه الشكيلة ،دون اخد بعين الاعتبار انها اغلقت في وجه شباب طموح اسباب الرزق ، وجعلت منهم شباب محالين على البطالة وعرضت مشاريعهم الى الكساد التام ؟؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock