صعوبة التنزيل للمشروع الشخصي للتلميذ في المدرسة المغربية…
ذ عبد اللطيف شعباني
تعد المؤسسة التعليمية ذلك الفضاء الحاضن للأنشطة الصفية والمندمجة التي تنظم لفائدة التلميذ، بهدف اكتسابه المعارف وتطوير مكتسباته ومهاراته، وتمكينه من اكتساب كفايات تعلمية تيسر له الاندماج في الحياة.
لقد كان النموذج البيداغوجي التقليدي يشير بشكل غير صريح إلى المشروع الشخصي للتلميذ من خلال استمارة يوجهها الأستاذ عند بداية كل موسم دراسي لتلاميذه، ويتمحور السؤال فيها حول طموحاتهم ورغباتهم المهنية في المستقبل، وبحكم بساطة الحياة الاقتصادية والاجتماعية التي لم تفسح المناخ الكافي لنضج فكرة المشروع الشخصي للمتعلم، فإن النموذج البيداغوجي الحديث الذي رافق المنظور الجديد للمدرسة المغربية، التي تتأسس على قوام الإنصاف وتكافؤ الفرص والجودة للجميع والارتقاء بالفرد والمجتمع، قد نضج داخل سيرورة إصلاحية، امتدت منذ صدور الميثاق الوطني للتربية والتكوين، من خلال الدعامة السادسة التي تشير إلى كون التوجيه التربوي جزءا لا يتجزأ من سيرورة التربية والتكوين، وهو وظيفة للمواكبة وتيسير النضج والميول ومساعد على حسن اختيارات التلميذ التربوية والمهنية ، بما يتيح له من إمكانيات للتوجيه وإعادة التوجيه ، في الوقت الذي تستدعي فيه الضرورة ذلك.
لقد كان تنزيل البرنامج الاستعجالي الذي نص على تمكين التلميذ من كل وسائل التوجيه التي تتماشى مع ميولاته ، وتتيح له إمكانيات جيدة للانخراط السهل في عالم الشغل والانفتاح عليه، وعبر الخطابات الملكيةالتي كانت فيها الإشارة واضحة للمشروع الشخصي للمتعلم ،
من خلال تركيزها على إرساء نظام فعال للتوجيه المدرسي والمهني، لما له من دور في مساعدة التلاميذ على الاندماج في المسارات الدراسية والاجتماعية والمهنية، وإعطاء الأفضلية للتخصصات التي توفر الشغل انسجاما مع ما يعرفه هذا الأخير من تغيرات وتقلبات. وانتهاء بالرؤية الاستراتيجية لإصلاح المنظومة التربوية: 2015/ 2030 التي تشير من خلال الرافعة 12 إلى ضرورة مراجعة منظومة التوجيه المدرسي والمهني والجامعي على المدى القريب والمتوسط بالشكل الذي يجعله يضطلع بأدوار أخرى جديدة تمكنه من القيام بمهام الدعم البيداغوجي ومصاحبة المتعلمين في بلورة ومواكبة مشاريعهم الشخصية.
فكيف يمكن للمدرسة أن تساعد التلاميذ على بناء توجيههم؟
إن من خصوصيات السياسات الهادفة إلى التعلم على التوجيه الذاتي في نظام التكوين الأساسي وبعد ذلك مدى الحياة، من أجل ضبط المهارات المهنية على أفضل وجه ممكن ما يلي:
نظام تربوي يعمل على تنمية كفايات تدبير المسارات المهنية ( معرفة الذات- معرفة الهوية- إستراتيجية التعلم- القدرة على اتخاذ القرار- قدرة البحث على التكوين، الشغل، تحليل معطيات سوق الشغل…. ).
بناء قاعدة معطيات استعلاماتية حول التكوينات والتشغيل تكون محينة وذات مصداقية.
– بعض النماذج الدولية في هذا الاتجاه:
إدماج التوجيه في المقرر الدراسي:
دروس إجبارية لجميع التلاميذ(فيلا ندا- اليونان- بغض النواحي الكندية…)
معرفة الذات؛
إستراتيجية التعلم؛
تطوير التدخلات لفائدة جميع الأقسام:
حصر ميكانزمات الرقابة الذاتية؛
المقابلات الجماعية؛
مواكبة فردية مستهدفة؛
استعمال التجربة وتغذيتها الراجعة؛
التعلم عبر التجربة؛
تعميق النظر في الشعب المستهدفة؛
الاهتمام العميق بالمقاولات الفردية والجماعية؛
التعلم بالأقران ومع المعنيين وكذلك تلميذ/ طاب؛
تعبئة الفاعلين المعنيين
المجتمع التربوي بما فيها الأسر؛
الجماعات المحلية، الجمعيات؛
التعليم العالي؛
المقاولات، الخدمات؛
3- تطوير الأنشطة البيداغوجية المتعلقة بمعرفة الذات؛
3-1 الهدف البيداغوجي:
مساعدة التلاميذ على تعلم كيف يتعرف على ذاته من خلال التمييز بين القيم، مراكز الاهتمام والكفايات المكتسبة؛
مواكبة التلاميذ في استكشاف قدراتهم، ومحاور التحسين لديهم؛
3-2 أمثلة لأنشطة بيداغوجية:
شكل الورشات المقترحة: – وقت للعمل الفردي، وقت للمعمل بالفرق، وقت للتقاسم.
تنويع الأنشطة المقترحة.
مواكبة التلميذ من أجل العمل على تقمص وضعية التفكير التلقائي؛
وضع وسيلة للتتبع والتفكير الملتزم؛
إمكانية اختيار وسيلة ورقية أو رقمية
محاور التحسين لدي كفاياتي مراكز اهتماماتي قيمي
نشاط بيداغوجي
تجربة 1
4- مواكبة التلاميذ لاستكشاف المحيط المهني
4-1 الهدف البيداغوجي:
ومساعدة التلاميذ على جمع المعلومات الضرورية من أجل بناء مشروعهم في التوجيه مع تعزيز منهج موضوعي؛
حفز التلاميذ لتنشيط فضولهم المعرفي من أجل استكشاف مهن جديدة؛
4-2 أمثلة لأنشطة بيداغوجية:
شكل الورشات المقترحة: – وقت للعمل الفردي، وقت للمعمل بالفرق، وقت للتقاسم.
تنويع الأنشطة المقترحة.
أمثلة لأنشطة بيداغوجية: تحليل أنشطة قطعية.
إن المشروع الشخصي للتلميذ رغم أهميته على المستوى النظري، فإنه يواجه عدة صعوبات على مستوى البلورة والتنزيل، وتجعل بالتالي من شعار المدرسة المغربية الجديدة: مدرسة الإنصاف وتكافؤ الفرص بعيد المنال، مما يدعو الجميع، وزارة وصية ومؤسسات شريكة ومنتخبين، إلى الانكباب أكثر على وضع جميع السبل والآليات الكفيلة بضمان نجاحه ، من تنسيق وإعداد برامج موحدة وإعداد مخططات تنموية، وإتاحة الفرص للتلميذ للاستكشاف والتكوين والبلورة.