أثر التغيرات المناخية على إفريقيا…..
عبد اللطيف شعباني
كشفت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخى في دراسة حديثة ، عن معاناة إفريقيا من خسائر وأضرار بسبب تغير المناخ، ومنها فقدان التنوع البيولوجى، ونقص المياه وانخفاض إنتاج الغذاء ، وفقدان الأرواح وانخفاض النمو الاقتصادى، رغم أن إفريقيا لم تسهم إلا قليلاً فى انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى.
كما أوضحت هذه الدراسة أن درجات الحرارة، فى المناطق الإفريقية، ارتفعت بسرعة أكبر من المتوسط العالمى، وتعد غرب إفريقيا واحدة من أكثر المناطق المعرضة لخطر الوفيات المرتبطة بالحرارة ، نتيجة لزيادة الحرارة والرطوبة.
و قد توقع القائمون على الدراسة أن خطر الوفيات المرتبطة بالحرارة فى إفريقيا ، سيرتفع عند الوصول إلى درجتين من الاحتباس الحرارى، ويصل إلى متوسط 9 أضعاف عن المعدل الطبيعى، خاصة أن ما بين 55٪ و62٪ من القوى العاملة فى إفريقيا ، يشتغلون فى جنوب الصحراء الكبرى بالزراعة، وبالتالى فهم معرضون للإجهاد الحرارى الذي سيخلف آثارا سلبية على المزروعات وغيرها.
وقد ذكرت تقارير أن إفريقيا أول ضحايا تداعيات التغير المناخي، رغم أنها القارة الأقل انبعاثا لغاز ثاني أكسيد الكربون، الناتج عن الأنشطة الصناعية والمتقدمة.
و من تداعيات تغير المناخ في إفريقيا تتمثل في تعرضها لمخاطر التأثير علي الموارد المائية، وتفاقم ظاهرة النزوح الداخلي، وتزايد الاحتقان بين الرعاة والمزارعين علي خطوط السافانا، ليصل إلى صراعات مسلحة في السودان ونيجيريا ومالي.
وتشير الدراسات حول تداعيات تغير المناخ إلى أن دولا مثل غينيا وغامببيا ونيجيريا وتوغو وبنين والكونغو، وكذلك تونس وتنزانيا، وجزر القمر معرضة لأخطار كبيرة مع حلول 2050، بسبب تآكل السواحل وارتفاع مستوى سطح البحر.
وحذرت التقارير من أن التغير المناخي يُهدد التراث الثقافي الإنساني في دول إفريقية مثل السودان التي صارعت في 2020 لإنقاذ آثارها في منطقة البجراوية.
و في الأخير لابد من ضرورة رصد التمويلات اللازمة للحد من آثار المناخ الضارة في إفريقيا.