أخبارمجتمع

صرخة فرسان مواسم ومهرجانات التبوريدة

عبداللطيف توفيق// مدير مكتب سطات.

تكاد تنتهي مواسم و مهرجانات التبوريدة التي تصادف عادة انتهاء الموسم الفلاحي من كل سنة، و التي تباهت و تتباهى بها جل الجماعات الترابية المنظمة لهاته التظاهرات مركزة على حسن التنظيم و الإستقبال و توفير كل ما يحتاجه الزوار و المشاركين على حد السواء لإنجاح التظاهرة.

و أمام هاته التهاليل و الخرجات الإعلامية للجهات المنظمة من أجل إضفاء لمستهم في إنجاح هاته المواسم و المهرجانات، ها هي تخرج لنا من الجهة المعاكسة الصرخات و الأصوات المنددة بسوء التنظيم و الكيل بمكيالين، حيث عبر بعض الفرسان نيابة عن زملائهم في الميدان، بالطريقة التي يعاملون بها في تلك المواسم و المهرجانات، و سوء المعاملة التي يتلقونها من قبل المنظمين، و حسب إفاداتهم، فهم لا يتوصلون بأي دعم من الجهات الوصية و المشرفة على التظاهرات، و خصوصا في ما يتعلق بأعلاف الخيول و لا مؤونة الفرسان، و في بعض الأحيان فإنهم يحرمون من الماء و الكهرباء، فهم يستغربون من كون هاته المهرجانات و المواسم تنظم تحت شعار “التبوريدة” لجلب أكبر عدد من الزوار و الجماهير في حين لا يستفيد منها الفارس بل فهو الذي يتكلف بحميع المصاريف من نقل و معيشة يومية للفارس و الفرس على حد سواء، معتبرين أنهم في الأصل يركبون على هذا الشعار، مادام الخيالة لا يتلقون و لو سنتا واحدا و هم الذين يتحملون لوحدهم كل مصاريف و تكاليف تواجدهم بالمهرجان من ألفها إلى يائها، في حين أن المغنيين و الشيخات تأدى لهم أجور باهضة مقابل وصلات غنائية غالبيتها للأغيار تكاد تصل الى بعض الدقائق من العمل. بينما الخيالة يرابضون بالمهرجان قبل افتتاحه و هم آخر من يغادرونه؛

و في إحدى الخرجات لأب الشاب مقدم سربة مولاي عبدالله أمغار و الذي فارق الحياة على إثر عرض في فن التبوريد، حيث أصيب بطلقة طائشة بمحرك مولاي عبدالله أمغار و لم يتلقى العناية الكافية من الجهات المسؤولة، و دائما حسب الأب فلما كان إبنه الضحية ينزف دما، رُميَ به في المستوصف المحلي الذي لم يكن يتوفر على أبسط الأدوات و المستلزمات من أجل الإسعافات الأولية و على رأسها الضمادات، و بقي هناك إلى حين قدوم الأب ليتم نقله إلى المستشفى الإقليمي بالجديدة لكن الموت لم تسعفه كثيرا حيث أسلم الروح لبارئها و هو بباب المستشفى، و ما استغرب له هذا الأب المكلوم، هو استمرار السهرات دون انقطاع رغم وفاة فارس من الفرسان الذين كانوا ينشطون الموسم بعد إصابته بالمحرك، و لم تنظم له و لو دقيقة صمت أو قراءة الفاتحة ترحما على روحه الطاهرة، و مما جاء في تصريح هذا الأب” كيفاش أنا عندي كَنازة و العزاية في الدار و الغنى و الشطيح في الموسم”، كما أكد أنه و لحدود الساعة لم يتلقى أي عزاء و مواساة من طرف الجهات المسؤولة و لا من طرف أعضاء المجلس الجماعي و لا أي فرد من المنظمين؛

و من جانب آخر، عبر بعض الفرسان عن امتعاضهم لعدم السماح لهم برفع أكف الضراعة للدعاء الصالح لرفيق دربهم الذي وافته المنية بمحرك مولاي عبدالله أمغار، في ختام أحد المواسم، في الوقت الذي استمرت فيه الفرق الموسيقية في أداء وصلاتها الغنائية؛

و عليه و أمام هاته الوضعية، فإن هناك صرخات تعالت من داخل فرق الخيالة، من أجل سحب أو حذف إسم التبوريدة أو ما يتعلق بفنون الفروسية، من شعارات المواسم و المهرجانات، و هناك من يطالب بصرف “خلصة” الخيالة على غرار ما يتقاضاه الفنانون و الفنانات، و هناك من يطالب المنظمين، التعاقد مع شركات التأمين لتغطية الحوادث و المخاطر المتعلقة بالمواسم و المهرجانات وخصوصا الحوادث المتعلقة بالبارود و الإصابات في صفوف الخيل و الخيالة، بل هناك من يهدد بمقاطعة تلك المواسم و المهرجانات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock