كيف تعامل الإعلام الرسمي والمسؤولون مع كارثة الزلزال الذي ضرب عددا من مدن المغرب

*مقالات الرأي يتحمل كاتبها مسؤوليتها.
الوداي مصطفى /مكتب مراكش
كما هو معلوم تعرض المغرب اطإلى هزات أرضية عنيفة على صعيد ربوع المملكة، أعنف هذه الهزات كان على صعيد مدينة مراكش والحوز بؤرة الزلزال و اكادير وتارودانت ووزازات والرباط
زلزال لازال المغرب يحصي ضحاياه سواء الموتى او المصابين والإعلان من طرف وزارة الداخلبة عن الحصيلة التي سترتفع بين الفينة والأخرى
مع ارتفاع محتمل في عدد الوفيات والجرحى الذي سيتزايد حتما كلما اتسعت دائرة عملية الإنقاذ وتعززت فرق التدخلات بآليات جد متطورة وبمختصين في عملية الإنقاذ وتقديم الإسعافات لضحايا الزلازل
عدد من الضحايا لازالوا يئنون تحت الأنقاض او لفظوا أنفاسهم خصوصا في المناطق المجاورة لمركز الزلزال خصوصا جماعة ثلاتن يعقوب، إجوكاك ، أسني وطبعا سيطال الدمار مناطق تابعة لعمالة مدينة تارودانت و التي لا يفرقها عن مناطق الحوز سوى التقطيع الإداري هذه المناطق اصبحت مناطق منكوبة. معزولة ويصعب على سيارات الإسعاف الوصول الى عدة نقط تهدمت مبانيها وتحولت الى ركام من الأتربة والانقاض فوق جثة وأجساد أبرياء حتى الناجين منهم في أمس الحاجة الى ابسط الأشياء الضرورية للحياة كالماء خصوصا الشروب والأكل وتوفير أماكن للإيواء لأن حسب بعض المعلومات فإن السكان يعانون من ندرة او انعدام وجود مياه للشرب
في ظل هذه الكارثة غاب المسؤولون عن الخروج اعلاميا لطمأنة الشعب والحديث عن الإجراءات الحكومية لمواجهة الفاجعة
اين أختفى برلمانيو الأمة خصوصا من أشاد وهلل في برنامج تليفزيوني لمنجزات الحكومة الإجتماعية وأثارها الإيجابي في تحريك الإقتصاد الوطني وكأن المغاربة لا يعانون من ارتفاع الأسعار والبطالة وأن المغاربة تحسنت ظروفهم المعيشية بفضل ارتفاع الدخل الفردي نتيجة الزيادة في الأجور، زيادة لاتعلمها إلا الحكومة وبرلمانييها وأن المغاربة استفادوا من عطلة صيفية مريحة توجت بمهرجانات وسهرات في المدن والقرى والمداشر مظاهر من مظاهر سعادة المغاربة
كلام غير مسؤول من سياسيين غير مسؤولين حبذا لو تكلما عن الميزانيات الضخمة التي لهفتها مهرجانات التبوريدة والعيطة والاغاني الساقطة
مناطق تفتقر لأبسط شروط العيش الكريم تعاني من العطش بدون مستشفيات وتقيم مهرجانا او موسما بمئات الملايين كان حريا بممثل الشعب ان يتكلم عن ترشيد النفقات في ظرف ازمة اقتصادية خانقة لم يسبق للمغىرب ان عاش مثلها، كان حري بهما ان يتحدثا عن تزويد دواوير بالماء الصالح للشرب وانشاء مراكز صحية عوض إقامة سهرات وترك مواطنين يبحثون عن ماء صالح للشرب
و الحديث عن مهرجانات استنزفت مالية الجماعات المحلية هي بمثابة ان المغاربة بخير وعلى خير
ومن خلال تدخلهما الغير الموفق الذي يستبلد المغاربة تكلما عن كون كل القطاعات انتعشت وتطورت بشكل ملحوظ في عهد الحكومة الإجتماعية كالصحة والتعليم، ليأتي الزلزال ويعري عن واقع مرير فالمستشفيات ليس لها الطاقة الإستعابية لإستقبال ضحايا الكوارث فحسب بعض الصور المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي فقد تم إخراج المرضى الى أمام المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش لاستقبال المصابين بالرغم من أن الحصيلة غير مرتفعة مقارنة مع الزلازل التي تضرب تركيا واليابان واليونان وتترك ضحايا بمئات الآلاف، ،القطاع الصحي الخاص وكأنه غير معني بكارثة وطنية تستلتزم التضامن الوطني وانقاذ حياة الأشخاص قبل البحث عن الربح المالي
الناطق الرسمي للحكومة الذي من واجبه الخروج اعلاميا للتواصل مع المغاربة في حالة تعذر على رئيس الحكومة الخروج اعلاميا وإطلاعهم على المستجدات والتدابير الحكومية خصوصا في المناطق الأكثر تضررا إختفى عن الأنظار منذ آخر خرروج إعلامي له حيث أكد أنه ناطق لا يجيد وعاجز عن التواصل عندما لم يستطع الإجابة على ثلاثة أسئلة صحفية تتعلق بحادثة الحدود البحرية المغربية الجزائرية وقتل شابين مغربين من طرف البحرية الجزائرية مع تضارب في الأسباب وكان هدف الصحفيين رفع اللبس عن الحادث المأساوي وموقف الحكومة المغربية
ما هو متعارف عليه في وسائل الاعلام الدولية هو حين حدوث أي كارثة طبيعية تقطع البرامج المعهودة و تتجند أطقم وسائل الإعلام الرسمية سواء المكتوبة او المسموعة او المرئية داخل الاستوديو لإستضافة مسؤولين حكوميين وممثلي الشعب ومختصين لتنوير الشعب وتوعيته عن كيفية التعامل مع الكارثة وعن أثارها وكيف يمكن مواجهتها سواء بتحديد المخابئ او المناطق الأكثر أمنا وكيفية تجاوزها ذهنيا ونفسيا والأماكن التي يمكن الإتصال بها في حالة وقوع ضحايا
لتقديم يد المساعدة والحديث عن القدرة الإستعابية للمستشفيات وتقديم حصيلة الضحايا و دور صندوق الكوارث الذي أنشأته حكومة سعد الدين العثماني في التدخل في مثل هذه الكوارث
وخارج الأستديو وبالضبط النقل المباشر من عين المكان لتقديم الوضعية او الحالة الراهنة وتدخلات رجال الإسعاف وتقديم المساعدات الضرورية للمنكوبين
وكعادتها وسائل الإعلام الرسمية كانت خارج التغطية عن مواكبة الحدث مما أجبر المغاربة الى اللجوء الى الفضائيات الإعلامية الخارجية للبحث عن تفاصيل كارثة الزلزال لإن قنوات الإعلام الرسمي وكعادتها كانت خارج التغطية وكأن الزلزال لايعنيها ويقع في جزيرة نائية، وحين حاولت تغطية الحدث على المباشر حوالي الرابعة صباحا أعتمدت على مراسلين في غياب معلومات وارقام محددة ودقيقة مع غياب استضافة مسؤولين محليين او مختصين في علم الزلازل للحديث عن الوضعية الحالية لكل منطقة على حدا مع تقديم ارشادات ونصائح للسكان اللذين بات أغلبهم في العراء ماخافة هزات ارتدادية جديدة علما ان أغلب المغاربة لم يعيشوا كوارث زلزالية وبجهلون طريقة التعامل مع الزلازل حين حدوثها
كارثة الزلازل امتحان للحكومة الإجتماعية وماستتخذ من إجراءات لتخفيف وطأة كارثة الزلزال على المواطنين الأكثر تضررا وهل ستنخرط المصحات الخاصة في التضامن الإجتماعي والتكفل بعلاج المصابين وتخفيف الضغط على المستشفيات العمومية التي تفتقر للموارد البشرية والمعددات في كثير من المناطق
كل ما اشار اليه المراسل هي الحقيقة وباسلوب سهل و سلس عن تاخر تدخل الحكومة في المناطق المنكوبة بالزلزال و عدم اعطاء الاهتمام الكافي واخبار و توعية المواطنين على كيفية التعامل مع الزلزال و الاستمرار في تقديم مسلسلات وبرامج بائسة و ترك المواطن بتتبع اخبار المناطق المنكوبة بالزلزال من طرف قنوات اجنبية و بمراسليها طيلة اليوم او قنوات التواصل الاجتماعي التي ذهبت الى اغلب المناطق. ولا ننسى تضامن الشعب المغربي كان سباقا بمختلف شرائحه لتقديم مختلف المساعدات وبصخاء. ولاننسى الزيارة التاريخية والمؤثرة لصاحب الجلالة للجرحى و كذلك التدخل البطولي للجيش الملكي و الوقاية المدنية و الدرك الملكي و القوات المساعدة و الشرطة. فحين تاخر تدخل بعض الوزراء و البرلمانيين و رؤساء الاحزاب و النقابات . واعطو المغاربة درسا في التضامن والتازر والكرم للعالم و لخصوم وحدتنا الترابية. هذه هي تامغربية بحق و حقيقي.