سليقة بني ادم
مكتب سيدي قاسم/عبد الإله بلفقيه
ما الحياة الا سعي طول العمر و امتحان لمن يفهم و يتفكر
منذ الصغر وأنت تجري من أجل بلوغ الكمال و فيه تفكر
تأتي لهذه الدنيا ضعيفا مغلوبا قليل الفهم و النظر
تستغرق أكثر من جيلين لتستطيع الإعتماد على نفسك و أحولك تستقر
في صغرك تكون ريشة تتلاعب بها رياح التجارب ، وأضعف من ذلك و أصغر
يلازمك أبواك و لمعاشك و راحتك يضمنان و أنت بذلك أبدا لا تشعر
تجري في الدروب لاعبا و لجهدهم من أجلك تبخس و تحتقر
حتى إذا بلغت أشدك تستأسد عليهما و لمجهودهما تنكر
و حين يبلغان عندك أرذل العمر تبتعد عنهما عنوة و منهما تنفر
تتركهما يواجهان شظف العيش و هما لا قوة لهما و لا نظر
وتنسى كم ضحيا من أجلك خصوصا أمك التي كم باتت على راحتك تسهر
ماكر انت عاق و بجميلهما لم تعد تعترف و تقر
ليس هذا فقط فقد تطغى فتأتيهما بالشتيمة ظلما و انت بذلك تفتخر
ينعتك الناس بسوء التربية و يسبون من رباك و لم يعلمك حسن الأثر
و إن عملت معروفا يترحمون عليهما و يكثرون لهما من المدح و الشكر
أما إن كثر مالك تتكبر على الناس و بجاهك عليهم تفخر
و إن وهبت عضلات وقوة تطغى على الضعاف و تتجبر
و حين يصيبك الوهن تثوب و تودد للناس و لله تستغفر
لم لا تتواضع في شبابك و تخدم الناس و تنثر بينهم المحبة و عمل الخير
و تبتعد عن طريق الغي والضلال و لا تصيب خليقة الله بالشر