ثقافة وفن

بدء عرض الفيلم السينمائي الطويل “لو كان يطيحوا الحيوط.. ” بالقاعات السينمائية بالمغرب

عبد اللطيف شعباني

شرعت القاعات السينمائية المغربية ابتداء من يوم الأربعاء المنصرم 27 يوليوز في عرض الفيلم السينمائي الطويل “لو كان يطيحو الحيوط” للمخرج حكيم بلعباس، وذلك بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج.

ويجمع الفيلم السينمائي ممثلين من مختلف الأجيال، ويحمل المخرج حكيم بلعباس الجمهور ليعيشوا في قلب قصص الحياة اليومية لنساء ورجال مدينة أبي الجعد، حيث الحياة اليومية تظل صعبة للبعض ورحيمة بآخرين.

وترصد كاميرا المخرج وجوه الزوجات والأزواج، والأمهات والآباء، والأبناء والبنات، كُلهم يحكون تناقضات القدر وظلمه، لكن أيضا يحمل أجمل هداياه وأحلى عطايا العمر، حيث يمزج الألم والأمل، والفرح والحزن، والدمع الحار والبارد، انطلاقا من الحداد وحزن القلب بعد وفاة شخص عزيز وعيش فرحة ولادة إنسان وما يُرافق ذلك من أمل وسعادة، هكذا هي الحياة، تصر على المضي قدمًا وتجلب معها أولئك الذين يرغبون في عيشها.

ويعيش الجيران في الفيلم السينمائي الطويل “لو كان يطيحو الحيوط” حياة منفصلة، لكنهم يتشاركون في حمل الأعباء التي تثقل كاهل الأفراد ويعيشون معهم أفراحهم، فترك الأمور على عواهنها يُعد تحديا كبيرا سواء للأحياء أو الأموات على حد سواء.

يتشاطر سكان مدينة أبي الجعد نفس التفاصيل اليومية، حيث يلتقون ويواجهون بعضهم البعض، لكنهم لا يعرفون متى يعيشون، كل منهم في حياة الآخر، ويساعدون بعضهم البعض ويؤذون بعضهم البعض دون قصد.

هؤلاء الأفراد تجمعهم الصداقة، وقُرب محلات سكنهم والدم الواحد، على امتداد الحياة يساندون ويؤذون بعضهم البعض عبر تنظيم حفلات الزفاف والجنازات وجرائم القتل، والمغفرة والحب والتضحية، جميع الأفراد يُكونون مجتمعا صغيرا متشبث بالأمل، وتواصل حينها أرواح الموتى في مراقبة كُل من تركوا خلفهم.

الفيلم السينمائي الطويل هو رحلة شعرية تُشبه الحياة الواقعية داخل قرية مغربية صغيرة، حيث ينقل المخرج بنظرته الثاقبة والفنية المشاهدين في رحلة مميزة لسبر أغوار تفاصيل يومية تمر أمامنا دون أن ننتبه لها ولا نلاحظ وجودها. البداية من وجه مجعد بنظرات شاردة كئيبة ومضجرة كُلها خوف وترقب، مرورا بجسد منهك بالأحداث المأساوية المتتالية، كُلها تفاصيل تم التطرق إليها بدقة كبيرة وببصمة وعاطفة حكيم بلعباس الحاضرة في كل مكان. ويجمع فيلم “لو كان الحيوط يطيحو” أجزاء من الحياة في هذه المدينة الجميلة.

وقال المخرج حكيم بلعباس عن فيلمه :”الفيلم ولد خلال فترة التفكير في القصص التي تم جمعتها على امتداد بعض السنوات. هذه القصص قصيرة ومرتبطة فيما بينها ، بالوقت والمكان الذي تعيش فيه. ”

وقد أضاف ذات المخرج بالقول :فيلم “لو كان الحيوط يطيحو” هو تأمل بصري في الحياة الداخلية للأفراد، منسوجة من خلال خيط الإنسانية المشتركة؛ التي تربط الشخصيات المعنية، فهو احتفال بالكفاح اليومي والتناقض، وقمة رصينة في الأقدار التي قد تبدو للوهلة الأولى مظلمة…”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock