مقالات واراء

هل أفسدت السوشيال ميديا حياة الناس؟؟

عبد اللطيف شعباني

تشكل مواقع التواصل الاجتماعي جزء مهما من حياة الناس اليومية ، وفي مختلف الفئات العمرية، و قد توغلت في حياة الكثير لتنتقل إلى مرحلة الإدمان، وأثرت بالسلب على الكثير.
بيد أنه لا يمكن التغاضي عن بعض إيجابيات مواقع السوشيال ميديا، لكونها منصات لمتابعة الأخبار وآخر المستجدات التي تحدث في العالم.

غير أن ما نراه في الوقت الراهن ، فإن الكثير يقضي ساعات يومية متصفحا لتطبيقات السوشيال ميديا ، مما يؤثر بالسلب علي التركيز والقدرة الانتاجية في العمل أو الدراسة، بل يؤدي إلى انتشار حالات الاكتئاب بين الافراد، والمقارنات التي تجري بين ما يملكه ويحققه الفرد في حياته، ووفقا لدراسة أجريت عام 2016 ، وشملت 1700 مستخدما ، فإن هناك مخاطر بنحو ثلاثة أضعاف للتعرض للاكتئاب والقلق بين الأشخاص الأكثر استخداما لمواقع التواصل الاجتماعي.
كما تؤدي كثرة استخدام وسائل التواصل إلى العزلة والوحدة، فيؤثر الشخص قضاء وقت أطول على تلك المواقع مفضلا ذلك على العلاقات الاجتماعية ، والأنشطة والتواصل مع الآخرين وجه لوجه، وتوصلت دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للطب الوقائي العام الماضي، والتي استطلعت آراء 7000 شخص ممن تتراوح أعمارهم بين 19 و32 عاما، إلى أن الأشخاص الذين يقضون وقتا أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي، يصبحون أكثر عرضة مرتين للشكوى من العزلة الاجتماعية، والتي يمكن أن تتضمن نقصا في الشعور بالانتماء الاجتماعي، وتراجعا في التواصل مع الآخرين، وفي الانخراط في علاقات اجتماعية أخرى.
لقد اعتاد الناس على الإمساك بالهواتف المحمولة، قبل النوم وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي مما يؤثر علي النوم بشكل عميق ويؤدي إلي اضطرابات في النوم وحدوث أرق.

ومن مساوئ السوشيال ميديا اقتحام خصوصيات الاخرين والتدخل في حياتهم الشخصية والتنمر علي الاخرين مما يسبب لهم مشكلات نفسية تصيبهم بالاكتئاب بل تدفععم إلي الانتحار.

وعلى مستوى العلاقات الأسرية اثرت وسائل التواصل الاجتماعي علي الاسرة ، والتي هي لبنة المجتمع وأساسه الأول، وأدت إلي الغياب الروحي والعاطفي بين أفراد الأسرة برغم الحضور الجسدي، حيث يمسك كل منهم بهاتفه في غفلة عمن يجلسون معه.

كما أن الانشغال بالهواتف وتطبيقات التواصل الاجتماعي أدى إلى التكاسل عن صلة الأرحام وزيارة الأقارب والزملاء والأصدقاء .

إن وسائل التواصل الاجتماعي عالم لا حدود له، فما يتم تناوله في عالم الغرب يصل إلي عالمنا بضغطة زر، ولا يخفى علينا ما يتم ترويجه، بل يصل الامر إلى إرغام الجميع على تقبله وإقراره.

وأخيرا تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الأشخاص بشكل مباشر وغير مباشر، وذلك من خلال الأشخاص والمحتوي الذي يتابعه الفرد، وفي زمن تكثر فيه الترندات والمحتوي الغير الهادف، يجب أن نعي جيدا أن هذا المحتوي وهؤلاء الأشخاص لهم تأثير كبير على طريقة تفكيرنا ، ومن ثم فلابد من اختيار الأشخاص والمحتوي المفيد.

إن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي غير مفضل، ولا يُنصح به. لكن في الوقت نفسه لا يمكن الإستغناء عنها بشكل نهائي، وسيكون من الخطأ القول إن وسائل التواصل الاجتماعي سيئة بشكل عام، لأنه من الواضح أنها قد تحقق فوائد في حياتنا. وبالتالي يجب أن تظل هذه الوسائل تحكمها قواعد ومبادئ وهي : أن نستخدمها ولا تستخدمنا، نملكها ولا تملكنا، وأن نتعامل معها بقدر الحاجة ولا نستسلم لما تفرضه علينا من قيم دخيلة على تقاليدنا وعاداتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock