مقالات واراء

لي سمع إسمو ينوض/ بعد انتصار الملك على الابتزاز الأوربي هل آن الأوان لبريطانيا تسجيل هدف فتح قنصلية بالصحراء المغربية ؟

الكارح أبو سالم
كثر السجال الدبلوماسي والسياسي عقب التحركات السريعة التي أبان عنها العاهل المغربي السنوات السبع الأخيرة عن شيئ سمي بالإبتزاز الأوربي للمغرب منذ عقود خلت ، وبداية تغيير التوجه والتحالف مع دول تربطها علاقات تاريخية محترمة بالمملكة ، لكن على مستوى التحالف وتبادل المصالح المشتركة ظلت هشة لاترقى الى المستوى المطلوب كروسيا مثلا وألمانيا .
ومما أجج الرغبة المغربية على مستوى أكبر لمواجهة الإبتزاز الأوربي والنظرة المختلفة حول الهجرة واعتبار المغرب بوابة أوروبا ، إلى غيرها من المحاور والمصطلحات التي يرى المغرب أنه أكل الدهر عليها وشرب، هو عندما تشنجت العلاقات الديبلوماسية المغربية عقب الحكمين الصادرين عن محكمة العدل الأوربية التي نعتت الإتفاقيات التجارية حول الزراعة والصيد البحري كونها لاتنطبق على الصحراء الغربية المتنازع عليها ، سيما عندما توترت العلاقات بين الرباط وبروكسيل وقبل انعقاد الإجتماع الأول لمجلس الشراكة في يونيو 2019 من أجل إعادة إنعاش العلاقات، غير أن ” البارومتر العربي ” استخلص الى أن 49 بالمائة من المغاربة الذين شملهم إستطلاع الرأي يؤيدون التوجه الجديد للملك محمد السادس بشأن السرعة في التغيير السياسي و تعامله الديبلوماسي مع الدول التي تحترم نفسها والسيادة المغربية ، إلى أن قطع جلالته الشك باليقين واضعا شرطا أساسيا لهذه العلاقات بالقول أن قضية الصحراء المغربية هي المنظار الذي يرى به المغرب علاقاته بباقي الدول الصديقة .
– العلاقات المغربية البريطانية
إن التوجه المغربي السريع والناجح من الفرانكفونية نحو الأنجلوسكسونية، تتحكم فيه عدة اعتبارات واقعية ملموسة ، فالعلاقات المغربية البريطانية تعود إلى سنة 1213م حيث إستقبل السلطان المغربي حينها محمد الناصر أول بعثة دبلوماسية بأمر من ” جون ” ملك بريطانيا ” وبالتالي فإن هذه العلاقات ظلت راسخة أكثر من 8 قرون ، علما أن المملكتين المغربية والمتحدة تجمعهما تقاليد ملكية مشتركة .

– عبد اللطيف الحموشي العين الأمنية الساهرة في زيارة لبريطانيا ماالدوافع والنتائج؟
لعل الزيارة العملية التي قام بها السيد عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني لبريطانيا الخميس المنصرم 7 مارس من السنة الجارية ، وحدها تعتبر رسالة قوية لباقي الدول التي تراهن على مصالحها مع الملكة المغربية باعتبارها أربكت حساباتهم التقليدية في علاقاتهم بها، فقد بحث هذا الأخير مع رئيس المخابرات الداخلية البريطاني ” كين ماكلوم ” آليات تطوير التعاون سيما في المجال المتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والتحديات الأمنية على الصعيدين الإقليمي والدولي ، كما التقى الحموشي في مقر شرطة لندن بالمفوض العام ” مارك رولي ” ورئيس شركة مكافحة الإرهاب البريطانية ” مات جوكس ” كما تم توقيع مذكرات تفاهم لإنعاش آليات التعاون الثنائي في المجالات الأمنية .
في هذا المضمار ، ظل جنرالات الجزائر مشدوهين وهم يتابعون أعرق دولة للأجهزة الأمنية الاستخباراتية وأقواها توشح عبد اللطيف الحموشي تبعا لسلسلة من التوشيحات الدولية السابقة التي جعلته يتبوأ مكانة مميزة جدا بين نظرائه الأمنيين عبر العالم لما له من أيادي بيضاء على الأمن الداخلي لدول أجنبية عدة في ضبط وتفكيك الخلايا الإرهابية.
– التعاون الأمني المغربي الألماني عزز الثقة بين البلدين بشكل كبير
من المعلوم أن المغرب جنب ألمانيا حمام دماء كان من المتوقع أن يسببه الجهادي المصري طارق ، حيث بعتث الإستخبارات المغربية تحذيرا جد مبكر أكتوبر من السنة الماضية ،فباغتث العناصر الأمنية بيت المبلغ عنه فوجدته في الدقائق الأخيرة لتنزيل مخططه الهجومي الإنتحاري مستعملاشاحنة كبيرة وأسلحة نارية متطورة لمواجهة الأمن ، هذا التعاون الإستخباراتي أبان من خلاله مرة أخرى عبد اللطيف الحموشي عن علو كعبه بشكل لايدع مجالا للشك في القدرات المغربية ، وبالتالي يمكن التعول عليه في إبرام تعاون اقتصادي علمي ديبلوماسي، وانطلقت الزيارات كان آخرها شهر فبراير المنصرم من السنة الجارية ، لرئيس المكتب الفدرالي للشرطة الجنائية الألماني للرباط وإجراء محادتاث موسعة لإبرام إتفاقيات مع جهاز الحموشي .
– إضعاف مصالح وقدرات إسبانيا وفرنسا الروتينية لحقب من الزمن بفضل المواقف المغربية الجديدة .
– أسطورة بن بطوش” الهايش ” ومستعجلات إسبانيا وفضح عورة العجوز شنقريحة .
لعل” فزورة “بن بطاش المصاب بفيروس كوفيد وفيروس حلمه بجمهورية وهمية ” البوليساريو ” بطلها دخول ابراهيم غالي مختفيا بجواز سفر مزور وانتحال إسم آخر ، وتخوفه من المتابعات الجنائية التي رفعت ضده، لقيت حماية لصيقة من لدن الأجهزة الإستخباراتية الإسبانية ،جعلت هذه الأخيرة بعد إنفضاح أمرها تنبطح أرضا أمام قدرات المغرب الخارقة ، وتتمرد على الجزائر وقضية الصحراء ، وقد وصف خبراء استخباراتيين دوليين إنكشاف العملية ، بأكبر اختراق مخابراتي في العهد الحديث من توقيع ” المملكة المغربية ” طبعا.
– ماما فرنسا ومناورات حفدة نابليون لإستمالة المغرب من جديد بعد انهيار مصالحها .
رغم ممارسة فرنسا عنفها الدبلوماسي والسياسي بشكل بشع لمدة تزيد عن أربع سنوات ، أبان خلالها المغرب عن صبر وجلد كبيرين في تحمل نتائجها ، كما عانى المغرب ولايزال من قبضة فرنسا على اليد التي تؤلمهم بخصوص رفض التأشيرات وحرمان العديد من المغاربة من زيارة عائلاتهم وأطبائهم وحضور اللقاءات العلمية ، والحد من جولاتهم السياحية ، كما اعتبر متتبعون الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي زيارة جوفاء لم تحمل جديدا يرقى الى درجة تحسين وإلغاء الغيوم بين الرباط وباريس خصوصا على مستوى الموقف الرسمي من الصحراء المغربية .
– ” بيت القصيد ” المملكة المتحدة والصحراء المغربية
لعل الحركات التسخينية الأخيرة بين المغرب وبريطانيا ، لاتدع مجالا للشك أن هناك إرتياحا عميقا وثقة كبيرة للمضي في العلاقات قدما لتحقيق الهدف الأسمى للمغرب ، أو كما قال الملك محمد السادس في خطابه السامي ، النظر بمنظار مغربية الصحراء ، فعندما يصل مستوى التعاون الى حدودالإتفاقيات الأمنية الإستخباراتية ، فذاك عنوان واضح للمؤشرات المميزة جدا والقادمة في القريب أسماها فتح قنصلية بالصحراء المغربية ، وتحقيق ماكشف عنه سابقا وقبل تلات سنوات السفير البريطاني بالرباط عن قرب الإعلان عن قرارات هامة احتفالا بميلاد الملكة إيليزابث، لكن رحيل هذه الأخيرة أجل إجراءات ومراسيم إنتقال المُلك ، أجلت ذلك إلى حين .
– الحكمة الملكية والضربة القاضية للجزائر وحلفائها والجولة الأخيرة
لقد إنتصر الملك محمد السادس للمغاربة قاطبة ، وبرهن فعلا أنه خير خلف لخير سلف ، فبعد توجيه العديد من الرسائل المباشرة وغير المرموزة وبالمباشر للقادة الجزائريين ، والتي تم رفضها جملة وتفصيلا ، إنتقل الى السرعة القصوى في جميع قراراته الديبلوماسية ، وانصبت مجهوداته صوب القضية الأهم ووجه رسالته الصارمة أن لاتفاوض على مغربية الصحراء ، ولا ابتزاز بعد اليوم ولاشراكات تجارية دون الإفصاح عن الموقف ، وأن الحكم الذاتي هو المخرج الوحيد الأوحد للحل السياسي ، هذا ما إرتاحت له لندن ، وهو خارطة الطريق التي ستسير عليها إلى حين تدشين القنصلية البريطانية في القادم من الأيام بالداخلة ، ولا عزاء للخصوم.
إذن لي سمع إسمو ينوض ، كل من ابراهيم غالي ومساعديه في الجبهة المزعومة /الجنرالات الجزائريين العجزة / بطانة ماكرون / ماتبقى من أذناب المعارضين الإسبان /

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock