تغدية

“الكرداس”، “الݣديد” و”لخليع” وغيرهما أكلات شعبية بدأت تندثر ببعض المدن والجهات المغربية

محمد جرو/مكتب مراكش

تتنوع وتختلف عادات وطقوس الإحتفال بشعيرة عيد الأضحى المبارك بحكم التنوع الثقافي والجغرافي بجهات المغرب، ولكن يبقى قاسمها المشترك هو إيلاء عناية كبيرة لاقتناء توابل خاصة لتحضير ما يعرف ب الكرداس أو بـ”تيكورداسين” و”لكديد” و”لخليع”…

و”الكرداس” و”الكديد” و”لخليع”أكلات مغربية امتدت لسنوات، وما زالت إلى حد الآن طقوسا احتفالية، “يمتزج فيها التاريخ بالأسطورة، والدين بالشعوذة ،وصارت تعبيرا عن الخصوصية المغربية بشكل عام والتي تشكلت على مدى التاريخ مميزات متفردة. وقد قلت هذه العادات حاليا للتحولات المجتمعية الحديثة، حيث تحولت طريقة اللعب وتحول تخزين اللحم وانتشرت وسائل التخزين بالبيوت بشكل كبير”.

و”الكرداس” المجفف “اليابس” يرتبط بمناسبة عيد الأضحى، الذي “يكثر فيه استهلاك اللحوم بشكل كبير، حيث كانت العديد من الأسر لا تشتري اللحم أو لا تأكله إلا في هذه المناسبة أو لماما؛ لفقرها من جهة، أو لكونها تكتفي بدجاج و”قنية” وحمام الواحات من جهة أخرى ، وهو أكلة كانت تعدها الأمهات أو الجدات قديما لخبرتهن وإتقانهن صنعها ،و التي تتكون عادة من أحشاء الأغنام والماعز؛ وحتى الإبل أحيانا عند الرحل، لكون ذبيحتها قليلة الانتشار في القرى والبوادي بالجنوب الشرقي بالنظر إلى قلة تربيتها وسط القصور والقصبات.

و”الكرداس” حسب ماقال الإعلامي والباحث زايد جرو ، “أصله من درعة تافيلالت التي كانت غالبية السكان لا تتوفر على مبردات لخزن واختزان اللحوم وكان يجفف تحت اشعة الشمس الحارقة لكنني لا أكاد أجزم وشأنه شأن’ لخليع’ “.

بعد ذبح الأضحية خاصة من فصيلة خاصة بالجهةيسمى”الدمان” بقرنين صغيرين أو بدونهما والمشهور استهلاكه بالجنوب الشرقي، تقوم النساء بغسل المكان وتنظيفه بعد انتهاء عمل الرجال، وتتفرغ الأم أو الجدة بمساعدة زوجات أبنائها أو نساء البيت عموما لجمع أحشاء الذبيحة وتعملن على تنقية هذه المكونات جيدا من الداخل والخارج، وتقطع أطرافا صغيرة وتوضع في إناء أو “قصعة” وتشبع بجميع أنواع التوابل والملح، وتلفها الجدة أو الأم بالأمعاء الدقيقة كخيوط رابطة وجامعة لكل هذه المكونات على شكل طولي غالبا، وتعلق في حبل بأعالي السطوح لتجف لمدة أسبوع أو تزيد حسب حرارة الشمس.

وبمنطقة درعة تافيلالت ،وقد ينسحب ذلك على جهات من المغرب ،بحسب ذات الباحث والإعلامي يتم جمع “الكرداس” في “زير” خاص قديما، ويغلق بقطعة ثوب ويسد “فمه” بالطين تجنبا للتلف، أو في أكياس بلاستيكية أو الثلاجات حاليا وتخزنه الأم في مكان خاص ليوم يحل فيه الضيف بغتة لإنقاذ الموقف، وقد لا يفتح ولا يجب مسه أو الاقتراب منه لأنه من خصوصية “تمغارت” أو “تفقيرت” أو ” الجدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock